المُتابع لما كان عليه سابقاً 2015م حال الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد م/عدن وكيف اصبح الحال اليوم سيظن ان لدى قادتها ورئيسها صالح بن نهيد لديه عصا موسى يضرب بها عن اليمين وعن الشمال لتصبح هيئة الطيران على ما اصبحت عليه اليوم من النجاح والتطور والابداع والتميز والارتقاء العظيم الذي وصلت اليه المنظومة الجوية اليوم بدءاً بالمنشآت الجوية إنشاءاً وتطويراً وتحديثاً وانتهاءاً بالمرافق والطواقم تأسيساً وتفعيلاً وتأهيلاً.
يحدث كل ذلك في ظل السبات الاسطوري لدى اغلب قادة ومسؤولي القطاعات الحكومية الآخرين حتى ظننا ان "السبات" من صفات الإدارة الحديثة اسبتهم الله الى يوم الدين..
سبع سنوات ونحن نُوعد بالنهضة وبالنهوض بالقطاع المؤسسي وفي كل عام تتنوع الرؤى والاطروحات وتتعدد الاعذار والاسباب والمسببات وكل ذلك نتيجة الاداء الهزيل للقادة والمسؤولين الذين تعددوا فتعدد معهم القصور والفشل حتى ظننا اننا شعباً لا يستطيع إدارة الدولة
نعلم انّ لدينا في الجنوب إشكالية اننا مجتمع تقليدي يفتقر الى الفئة المجتمعية القادرة على إدارة القطاعات المؤسسية باحترافية مثلما هو الحاصل في الشمال بسبب النظام السياسي البائد
لكن من المفترضات البديهية على مسؤولي تلك القطاعات اقلّها تحمل مسؤولية الخلاص من تلك التركة عبر تأهيل اجهزتهم الإدارية وطواقمهم البشرية وإلا فمن اين ستأتي المؤسسات والقطاعات القادرة على دفع البلاد والعباد نحو التطور والتحديث فلا تطور ولا ارتقاء دون اجهزة إدارية مؤهلة.
وخير دليل على ذلك النهوض المتسارع والقفزة الكبيرة التي حققتها هيئة الطيران المدني خلال فترة قياسية بقرار رئيسها باعتماد البرامج التأهيلية المستمرة لتطوير الاجهزة الإدارية وصولاً لـ افتتاح معهد تأهيلي تابع للهيئة لتطوير الطواقم والمنتسبين دون استثناء.
والذي بمثل تلك القرارات البنّاءة تتجلى القيادة الواعية وتتجلى الرؤية القيادية السليمة المُدركة لمكامن البدايات الصحيحة ولمواضع الاُسس الداعمة للعملية التطويرية للبُنية الإدارية عموماً فبمثل تلك الاُطـر والاستراتيجيات يعلو البنيان المؤسسي وتتطور القطاعات نحو النهوض المنشود ويتم العبور الى الدولة.
إنّ الغياب الكبير الحاصل اليوم في مُجمل القطاعات الحكومية الاخرى في الحقيقة ما هو إلا نتاجٌ لضعف وهشاشة قادة ومسؤولي تلك القطاعات والمؤسسات لانعدام الكفاءة القيادية اصلاً لدى تلك الارجوزات التي تتصدر المشهد اليوم.
رغم بعض المظاهر المؤسسية "الزائـفة" فلطالما كان ولايزال جوهر السياسة الإدارية لدى اغلب مسؤولي القطاعات لدينا في المناطق الجنوبية يشبه الى حدٍ بعيد طريقة افتراس الضباع وكـ"فرصة العمر" عند تلك النخبة المستجدة التي لم تكن يوماً ولن تكون سوى نخبة انتهازية فاشلة فاسدة تستبيح كل شيء بلا ضوابط ولا محرمات ولا مكروهات تسوق قطاعات الدولة سوقاً نحو التآكل والانهيار بالفساد والمراوغة والارتجال وبالمسكنات والترقيع في ظل غياب الرقابة والمحاسبة والتقييم فلا أحد يحاسب احداً ولا أحد يراقب احداً ولا أحد يتحمل مسؤولية الفشل.
لهذا ضاعت وتضيع فرص النهوض بالقطاع المؤسسي في المناطق الجنوبية ولاتزال البلاد تراوح مكانها للعام السابع على التوالي.. فلهذا اخطأ الجنوب طريق النهضة ولهذا لم تهتـدِ القطاعات والمؤسسات في الجنوب الى طريق النهوض!
دمتـم بعافيـة..