آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-11:36م

اليمن في أسوأ حقبة تاريخية!

الإثنين - 14 مارس 2022 - الساعة 12:46 م
أميمة الخضر

بقلم: أميمة الخضر
- ارشيف الكاتب


تشهد اليمن عامة والمحافظات الجنوبية خاصة أسوأ حقبة تاريخية مرت على اليمن في تاريخها الحديث والقديم ، عقب افتقارها لمعظم الخدمات الأساسية وعدم وضع حلول جذرية للعملة الوطنية التي تتعرض للانهيار وبشكل مُخيف.

من سيطل على الساحة اليمنية والجنوبية بشكل خاص من بين رماد القرون الوسطى،حيث كان الغرب يطلقون على العصور الوسطى العصور المظلمة وهي التي كانت مدتها 5 قرون أي 500 سنة وتم إطلاق عليها هذا الأسم لأنهم كانوا يعيشون في جهل وظلام شديد، والعرب أطلقوا عليها العصور الذهبية لأنهم كانوا في عولمة بمجال العلم والتكنولوجيا  وخبرات  في جميع نواحي حياتهم الحالية ومن صلب العرب قامت هذه الدويلات الغربيه  بتطوير دولهم.  

-مانراه اليوم ونلتمسه بواقعنا من سقوط مظلم بسبب سياسية التفريخ للأحزاب والمكونات ،إلا أن الحقيقة الأبعد هي أن مشاريع هذه المكونات لم يكن لها مستقبل، وهي غير قابلة للعيش في هذا العصر.

-كيف ستدير أمرها من دون زيف أو نهب، وكيف ستتمكن من التعايش مع محيطها، أو مع العالم إنها ستسير حتما إلى الصدام والقتال، وسوف يرتب ذلك بنهايتها لا محالة ، هذا يُعد دليل قاطع على أن مشاريع هذه المكونات السياسية فاشلة بمختلف تلاوينها، ليست لبناء دول أو تطوير مجتمعات مهما كانت الزخارف التي تستخدمها، ولكنها مشاريع تحركها الغرائز البدائية والرغبة في السيطرة على المال العام وحيازة الثروة والنهب ولكنهم يعلمون بأنهم سوف يقلعهم الشعب آجلاً أو عاجلاً.

-أن هذه القضايا لا يجري الحديث عنها عادة إلا همساً أو لمزاً، ولم يتم وضعها على طاولة البحث والنقاش الحر والجاد والعلني فإنها تظل قضايا صالحة يمكن توظيفها من قبل جميع الطامحين إلى السيطرة سواء كانوا المكونات الوهمية في سياق الاستنساخ أو الأنظمة السياسية التي لاوجود لها وغيرها.

-يمكننا أن نرى كيف أن الصراع في الجنوب ، على سبيل المثال، قد برز بصورة كبيرة في الأزمات الحالية التي تجري في أكثر من محافظه ، رغم أن الأساس في هذه الأزمات أحقاد قبلية وتصفية حسابات ، والخلاف يدور في الغالب حول سياسة تركيع المواطن وخنقه اقتصادياً ومعيشية تهم السواد الأعظم من الشعب.

عبارة أخرى، فإن أي حراك سياسي قادم قد ينجح في رفع الغطاء عن الفساد والتجاوزات وما شابهها، لكنه بمفرده لا يمكنه أن يغير من تركيبة المجتمع، التي سوف تظل مرهونة ، بشكل أو بآخر، ما لم يتم في الوقت نفسه إجراء حوارات مجتمعية معمقة حول الوضع التي تشهده محافظه عدن، باتجاه مقاربة تعلي من الشأن المدني والمواطنة الجامعة.

في الأخير الشعب فيه الوطنية والمطلوب والممكن هو تحويل هذا الانتماء إلى قيمة إضافية إيجابية، بدلا من أن يكون قيمة سلبية وعبئا على هذه البلاد ، وهذا يحدث فقط عبر فتح الأبواب على مصراعيها للنقاش والحوار حول القضايا الأساسية وليس التحزب والهمس وراء الأبواب المغلقة.

-أميمة الخضر