تتلاشى فرحة الأعياد ودهشتها داخل هذه البلاد المخذولة ، بمجرد التفكير بتاريخها ويومها ، وتبدلت مواسم الأفراح عند هذا الشعب ، الى أيامٍ يخاف المواطن مواجهة العجز والضعف فيهافلاشيء أكثر قسوة وشراسة من لملمة دموع طفلك الذي حال بينك وبين كسوته الجديدة الكثير من الضعف ، ولمجرد التفكير في خروج طفلك صبيحة العيد بين أصحابه هزيمة كبيرةفي الأواخر من رمضان الحالي ، وعلى لسان أحد الاباء حرقة ومرارة وهو يحاول جاهداً أن يصنع حيلة ، يستطيع من خلالها إغواء أطفاله من الخروج يوم العيد للعب مع أصحابهم ، يقول : ما رأيكم أن نجعل أولادنا يسهرون ليلة العيد الى الفجر ؟ ، كي ينامون الى وقتٍ متأخرٍ من النهار ، لكن هذه الحيلة سرعان ما تفشل ، فالأطفال يترددون باستمرار الى داخل منزلك ، ثلاثة أيام على الأقل لا يمللون من إفراغ طاقاتهم في أجواء الفرحة التي لطالما انتظروها ، وكل النتائج والطرق والأساليب والحيل ، تشير الى الإستسلام أمام بكاء أطفالك الحادالشعور بالحرمان والضعف والعجز وعدم الإقتدار ، أمام الغالبية من الأباء ، أمراً حتمي لا مفر منه ، فيما البعض الآخر وهي الفئة المنتصرة ، قدموا الكثير من التانزلات المخجلة ، ك"طلب" قرض ودين او بيع مايملك من ذهب او اي أداة ثمينة لطالما حلم بتوفيرها ، كل هذا خوفاً من رؤية الحزن جاثماً على ملامح عائلته وأسرته ، فيما الوجع الأكبر عند الكثير من اليتامى والمحرومين ، الذين لا أحد يلتفت لحالهم مؤسف جدا ما وصلنا اليهونصيحة للميسورين ، أياكم والتباهي امام الآخرين في مثل هذه الأيام ، فلا تدركون حجم المآساة التي يصارعها غيركمتفقدوا جيرانكم وأهاليكم ممن ضاق بهم الحال وجار عليهم الزمنإصنع ابتسامة لضعيف لفقير لمخذول ليتيم ، فرب دعوة مجابة ، تغير موازين دنياك وآخرتك
فهمان الطيار