سياسة الدول العظمى تتنوع وتتعدد من حين إلى آخر فمن دور المراقب (حرب مخطط لها من سابق ) إلى دور المتورط ( ما يجرى بعد الحرب بتواطؤ محلي) ودور الوسيط (قدكم أخبر ) إلى دور المعادي (اللعب من تحت الطاولة ) إلى دور المبادر (المبعوث الأممي) أدركنا أخيراً أن الاستراتيجية اتجاه اليمن أو الشرق الأوسط تسمو لبلوغ هدفين..
مصلحة القوى المتعددة سواء كانت هذه القوى متحالفة أو متصارعة أو متنافسة تتعامل مع تلك التحديات و مواجهتها وإدراك للمحيط العالمي و طبيعة المتغيرات هل هي في حالة صراع أم حوار؟
وكيف يمكن تحقيق مسألة الهوية بعد كل الأختراقات وإعادة بناء الإنسان اليمني وفق معايير ..
حصول التحولات والتغيرات على مستوى النظام العالمي خلال السنوات الماضية، فبعدما كان النظام ثنائي القطبية، ومن ثم أحادي القطبية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وهيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي، نشهد تحولات لم يستقر بعد من حيث الشكل والبنية والاهتمامات والتحالفات بفعل صعود الصين، حتى أصبح الصراع مع الصين
هو الأولوية
والتحول الذي يمكن أن نشهده في السياسة الأميركية هو المفاضلة بين استخدام القوة والنفوذ!!
حيث هناك تحول باتجاه النفوذ لحل القضايا في المنطقة، وعلى الدول أن تخلع شوكها بيدها، فهناك من يقول إنه على الرغم من تراجع دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وانسحابها بالتدريج، إلا أنها ما زالت تمتلك أكثر عدد من العلاقات مع النظم القائمة في الشرق الأوسط، وهي تميل إلى تشكيل نظم أمني إقليمي مثل الأحداث في اليمن والعراق وسوريا وتونس، إضافة لما يحدث في لبنان، لا سيما في ظل عدم استقرار وما يكتنفها من مصالح وتحالفات للقوى العظمى، فقد تأخذ أكثر من سيناريوهات، ولكن من الواضح أن هناك إرادة أميركية ودولية لتخفيف مستوى الصراع من أجل تهدئة التوتر، وهذا ينطبق على الوضع اليمني فموقف الإدارة الأميركية واضح، تسوية سياسية!!
وأضيف المتغيرات القادمة تمضي نحو خطوات بناء الثقة وتعني في جوهرها إنتاج أوسلو جديد بشكل يعمق حالة التبعية والارتباط أكثر مع التحالفات الجديده والمطلوب إعادة بناء الدولة وشق مسار إستراتيجي جديد والحد من تأثير الاستقطابات الإقليمية وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل البنى السياسية العنصرية القائمة، ما يتطلب التركيز على بناء تيار وطني جغرافياً والفئوية يؤمن بالأعتدال والتغيير وقادر على التغلب على الأطراف ومواقع القوة والنفوذ
للتوضيح القطبية الثنائية هو النظام الذي ميز العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية من ١٩٤٥ إلى غاية نهاية الحرب الباردة ١٩٨٩وتميز هذا النظام ببروز قطبين متصارعين على فرض هيمنتهما ونفوذهما على العالم هما الولايات المتحدة الأمريكية وفي الجهة المقابلة الاتحاد السوفياتي
أعترفت الولايات المتحدة بالتالي..
أحادي القطب ظهرت على أنقاض الحروب المشينة لمحاولات الوعظة الأمريكية لتغيير الأنظمة الأجنبية
وشهدت المغامرات العسكرية الطموحة والمتعجرفة لعناصر اليمين المحافظ الجديد (بشكل أساسي في أفغانستان والعراق) واليساريين الناشئين محليا في السلطة (في ليبيا بشكل أساسي) الذين كانوا يختبئون وراء اعتبارات إنسانية ،مع ذلك أدى إلى الانسحاب الكارثي من أفغانستان الأمر الذي كلف الشعب الأمريكي
أثبتتا الولايات المتحدة غير قادرة وحدها على الحفاظ على أمن النظام العالمي وأن كل محاولات المحافظين الجـدد الأمريكيين للإثبات بأن قانون "التمدد الإستراتيجي الزائد"، الذي كان السبب الرئيسي لزوال الإمبراطوريات في التاريخ، لا ينطبق على أمريكا، باءت بالفشل.
هذه التطورأت تدل أن رحلة القطبية الأحادية الأمريكية وصلت إلى خواتيمها، والتطورات الأخيرة كشفت حدود دور الزعامة الأمريكية، وأن التغيير سيكون حتميا بحكم صعود الصين وبقية السرب الآسيوي إلى قمرة القيادة العالمية.