آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-08:07ص

هذي اليمن

الخميس - 11 أغسطس 2022 - الساعة 03:01 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


عندما تدلهم الخطوب وتزداد الأزمات والفتن وتشتعل الحروب ويصبح الوطن لقمة سائغة لأجندات الآخرين بعد أن عبث به الأشقياء من أبنائه الذين أصبحوا مجرد أدوات رخيصة لمن لا يريد خيراً لليمن الأرض والانسان بعد أن باعوا قيمهم وأصالتهم بعرضٍ زائل من لعاعة الدنيا الفانية،

جميلة تلك الابيات التي خطها يراع الشاعر الملياردير الحضرمي الملقب ب(الناصر) رحمه الله وشَدَت بها حنجرة الموسيقار الحضرمي عبد الرب ادريس

هذي اليمن 

تاريخها محفور على جدار الزمن 

من عهد من؟

 من عهد بلقيس وسبأ 

وأروى التي ملكت عدن

وعهد سيف بن ذي يزن 

وأنت وأنا من أصل واحد كلنا 

أرض العروبة كلها نبتت من جذور اليمن 

خط يا قلم وارسم حروف امجادها 

نعم نعم لوحات فن 

 ام الحضارة وصلها تاريخ يصعب فصلها 

عنه على طول الزمن 

اللي كتب اللي كتب عنها شهد بصفاتها

 لا ما كذب 

هذي اليمن مرجع لكل احفادها 

من مثلها أصل ونسب 

الطيب ساكن أهلها 

سعيد حظ من حلّها 

وعلى أراضيها سكن 

هذي اليمن...

 نعم هذه هي اليمن حضارة ممتدة لآلاف السنين وستبقى مهما تآمر عليها القريب قبل البعيد 

ستبقى اليمن وستفنى المشاريع التي تحاول تفتيتها 

وتركيع أهلها.

كم يتألم الأنسان وهو يقرأ مثل هذه الأبيات عن اليمن ويستشعر حب اليمني لبلاده وافتخاره بها في وقت يعمل بعض الأبناء لتمزيقه وتقزيمه، يعملون كعبيد لهدم تاريخهم وحاضرهم ومستقبل أبنائهم ومع عمالتهم وعبوديتهم لما يُلقى إليهم من فتات موائد أسيادهم يظنون أنهم قد أمّنوا حاضرهم وتركوا لأبنائهم مستقبل ثري، يعتقدون أن ما يعانيه اليمن 

واليمنيين من مآسي الحرب والتجويع والقهر لن يطالهم أو يطال أبنائهم يوما ما، 

لا والله فما زرعته أيديكم ستحصده ذراريكم غداً أو بعد غدٍ، ولعل أحدكم يطول به العمر حتى يذوق مرارة الخيانة وذلّ الارتزاق وبيع الأرض.

كم يحترق القلب وتدمع العين وأحدنا يصحو كل يوم على مأساة وظلم يطال اليمنيين تخر له الجبال ومن من؟ من أبناء هذا البلد العظيم الذين باعوا وطنيتهم بثمن بخس مهما ظنوه غالٍ، ولعل الأشد ألما أن تخرج مجاميع من الناس تؤيد هذا وتغني باسم ذاك، وهم أس البلاء ورأس الحربة التي يطعن بها اليمنيين،

 كم يحز في النفس أن تجد من يجادلك ويشتمك 

ويتقول عليك وهو تحت رحى الفقر وانعدام الخدمات يسيء اليك دفاعا عن اعداءه الذين أثروا من دمه وحق أبناءه في حياة كريمة يمضي مغمض العينين يحركه منشور هنا أو تغريدة هناك كلها أكاذيب وادعاءات يسوقها ويروجها مجموعة محترفة من عبيد العبيد فتنطلي على البسطاء.

كتبنا كثيرا وتكلمنا كثيرا فلا من تولوا أمر هذه البلاد صحت ضمائرهم ولا المواطن المطحون المغمضة عينيه فتحهما ليعرف عدوه الحقيقي فيقطع يده التي تعبث ببلاده وتبيع خيراتها بسقط متاع له ولعياله،

ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وعلى الباغي تدور الدوائر، واليوم أو غدا سينتفض الشعب وسيكسر كل القيود ويقلب الطاولة على الجميع فقد فعلها اليمنيون من قبل ولن يعجز الأحفاد أن يقوموا بما قام به الأجداد وسنرى ما قاله أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري يتحقق على أرض الواقع وبها أختم:

هنا البراكين هبّت من مضاجعها

تطغي وتكتسح الطاغي وتلتهم

لسنا الألى أيقظوها من مراقدها 

أيقظها السخط والألمُ 

شعبٌ تفلّت من أغلالِ قاهره 

حُراً فأجفل عنه الظُلم والظِلمُ

 نبأ عن السجن ثم ارتد يهدمُه 

كيلا يُكبّلُ فيه بعدهُ قَدمُ 

إن القيود التي كانت على قدمي

 صارت سهاماً من السجان تنتقمُ

ان الأنين الذي كُنا نُردده 

غدا صيحة تصغي لهُا الأمُمُ 

والحق يبدأ في آهات مُكتئبٍ 

وينتهي بزئيرٍ مُلؤه نِقمُ

  إن الغُزاة وان كانوا جبابرةٍ

 لهُم قلوب من الأطفال تنهزمُ