آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-12:58م

دعس العلم في شبوة ..وأصحاب الرايات الحمر

الأحد - 14 أغسطس 2022 - الساعة 04:05 م
رائد صالح النينوه

بقلم: رائد صالح النينوه
- ارشيف الكاتب


فجأة تحولت الحرب في شبوة من صراع لتثبيت سلطة الدولة الى قضية ( دعس علم الجمهورية اليمنية ) , وكأن العلم الرمز المقدس والمشكلة الوحيدة , وماسواه ليس سوى قضايا هامشية ليس ذات أهمية .
وقد كان – ليس من الدهاء – بل من الخبث السياسي توجيه الرأي العام نحو ( دعس العلم ) لأبعاده عن الحقيقة التي يعرفها الجميع في النوايا الحقيقية لحزب الاصلاح والمتنفذين بالسيطرة على الثروة والسلطة واحتكار القرار السياسي كشريك له ثقل وصعب تجاوزه , وتحول ( العلم ) الى ( قميص عثمان ) وتأجيج مشاعر الغضب ضد الطرف الاخر والذي هو ( جنوبي انفصالي ) حسب رواياتهم المتكررة والتي اضحت مفضوحة ومقززة .
وتتحرك الماكينة الاعلامية والذباب الالكتروني لحزب الاصلاح في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي , لحرف الانظار عن القضية الحقيقية وتركيزها نحو ( دعس العلم ) وأعطائة صفة القداسة وكأن من فعلوا ذلك ارتكبوا آثم عظيم وفاحشة كبرى واحدى الكبائر وتجاوز حدود الله سبحانه تعالى , يستحقوا اقامة الحد , وهذا ليس بغريب على حزب الاصلاح بأستخدام الدين في مواجهة المخالفين له سياسياً وفكرياً , بينما في الحقيقة  ان الاصلاحيين حولوا الدين الى عباءة يرتدونها حين يستلزم الامر ويخلعونها حين تستدعي مصالحهم ..
ولديهم – اي الاصلاحيين – طابور طويل ممن لديهم الاستعداد لأصدار الفتاوي ضد مخالفيهم , وجيش من الاعضاء والمناصرين يرددون – دون فحص وتمحيص – عن كل مايصدر من قيادتهم , ليكونوا مجرد قطيع تحركه اهواء ومصالح الحزب وسدنته وشيوخه والمنتفعين منه ..
وهذا الانجرار قد نجد له ما يبرره لأعضاء الاصلاح ومناصريه , اقلها الطاعة العمياء , ولكن مايثير الدهشة والتقزز في آن واحد , انصياع كثير من الفئات والشرائح الاجتماعية والمختلفين معه فكرياً وسياسياً , لسطوة الخطاب الاعلامي والايديولوجي للإصلاح , وسقوطهم في براثن التعبئة حول هذا الموضوع , ليصطف جميع هؤلاء بأختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية  والايديولوجية , وبمختلف انتماءاتهم الحزبية , من أقصى اليمين الى أقصى اليسار , ومن النخب السياسية الى العامل البسيط بالأجر اليومي , ومن الاكاديميين والمثقفين الى الأمينين , ليكون الغالبية العظمى من ابناء الشمال في صف واحد من هذه القضية , وبالطبع انضم لهم قله قليله من ابناء الجنوب من اصحاب المصالح والدفع المسبق .
والاكثر غرابه السيطرة المطلقة لخطاب الاصلاح على عقول وتفكير النخب المثقفة ومن نالوا قسط لابأس به من التعليم والمختلفين معه , مرددين ما ينشره الاصلاح , ومركزين على ( دعس العلم ) متناسيين الجوهر الحقيقي للصراع ..
واذا قلنا معهم ان دعس العلم أهانه ,, والسؤال إهانة لمن ؟
يسارعوا بالإجابة .. إهانة للجمهورية والوحدة ,,
ياهؤلاء ,, أين هي الجمهورية , لقد نخرتم فيها حتى تهالكت لتسقط مع دخول الحوثيين صنعاء ووليتم هاربين غير آبهين بما يحدث للشعب والبلد ,,
اما الوحدة ,, التي يتشدقوا بها ليلاً ونهاراً , فقد انتهت منذ اجتياح الجنوب في حرب صيف 1994م , وكان الاصلاح الشريك الاساسي والدور المحوري في القضاء على الوحدة , واصبح الجنوب غنيمة حرب والبقرة الحلوب التي تراكم ثرواتهم , وشعب الجنوب ( كافر ) رجاله ( آسرى ) ونسائه ( سبايا ) حسب فتاوي الديلمي والزنداني وغيرهم من شيوخ الاصلاح .
عليكم ان تعرفوا ان قطعة القماش ( العلم ) رفعه لا يعني اننا نعيش تحت رايته في وطن واحد تسوده العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة , وان سقوطه تحت الاقدام يعني غياب كل ذلك عن المواطن ..
ان مايحقق الانتماء للمواطن ليس رفع العلم , بل شعوره بأنه انسان ومواطن ينال حقوقه ويعيش بكرامة .
ان الشعوب لا تتظلل بالإعلام والرايات بل بالعدل والمساواة والشعور بالانتماء ,,
اما اذا كان غير ذلك فتصبحوا انتم وقطعة القماش مثل صاحبات الرايات الحمر في فترة ماقبل الاسلام ..