آخر تحديث :الخميس-31 يوليو 2025-11:28ص

احلام العوام في الثورة السبتمبرية

الإثنين - 26 سبتمبر 2022 - الساعة 05:29 م
ا. د. الخضر حنشل

بقلم: ا. د. الخضر حنشل
- ارشيف الكاتب


ظن البسطاء من عوام الشعب أن جمهوريتهم السبتمبرية قد وادت القهر والعسف، والعنصرية الى غير رجعه.. وانها قد فكت الأغلال عن سواعدهم، وأرجلهم، والحق أن هذه الثورة قد فكت كثيرا من القيود التي كانت تحاصر عوام الشعب وغيرهم من النخب من مثقفين، وعلماء، ونحو ذلك.. فصار الشعب أو قل معظمه يرمح في الميادين، ويهتف بروح الثورة.. بروح التحرر.. بروح العروبة.. فترى الأيادي تلوح مبتهجة بذلك النصر المؤزر.. وبحت الحناجر وهي تردد جمهورية ومن قرح.. يقرح.. وكان الله يبارك تلك التهليلات والأناشيد.. ومضت الأيام وتقاطرت الوفود تبارك وتهلل، ولاح سهيل اليمن في سماء  ربوعها بعد غياب دام سنوات طوال.. وتدافعت الرايات منددة بضرورة إيجاد يمن جديد لا عنصرية، ولاسيد، ولا عبيد.. وتوالت السلطات الثورية التي كان الشعب يأمل أن تحكم بأمره بعد أن تخلص من الحكم بأمر الكهنوت. 

ومضت السنون سادرة فتجرع الرعية الحسرة، وتبخرت الشعارات الكثيرة التي لم تضمد جرحه ولم تعالج مرضه، فظل بائسا يائسا من حكامه المكبلين بعبودية الإناء.

ولاح في الأفق البعيد برق من سماء ملوثة فتهلل له اليمنيون فظنوا أنه عارض ممطرهم كما قال أسلافهم من قوم عاد ولكن لم يكن عارض خير ومطر بل جاء مدلهما مكفهرا راه الرعيه مقبلا فتدبروا امره فاذا به الكهنوتي المقيت قد قام من قبره بعد موت متقطعا استمر ستة عقود.. فخاب ظن العوام من هذا الشعب وبكوا بكاء يسمعه من به صمم.. وراحوا يضربون اخماسا في اسداس على ثورة ظنوا فيها الخلاص فإذا بها قد ماتت ولم تتجاوز الستة عقود.. وعادوا عند الكاهن ليروا مايحكم فيه القدر على يديه،، وما أن مثلوا أمامه حتى قال أتظنون أيها العوام المخدوعون انني مت واندثرت أنا لم أمت بل كنت نائما في عقولكم وفي جيوب زعمائكم، وفي فكر احبابي، نمت ولم تكن نومتي تشبه نومة أهل الكهف إنها نومة قصيرة والآن عدت فاقرأوا حروف كلماتي.. انها الانجي، برنجي، كنجي.