بقلم سليم ثابت
باعتقادي أن ما يحدث في أوكرانيا ليس غريباً أو جديداً في تاريخ الأمم المتحدة فكثير من الدول تم احتلالها وفرض أمر واقع على جغرافيتها ولم نرى هذه الشفقة والرحمة في قلب الإعلام الدولي ومن ينجرون خلفه ، بل نرى التبرير للجلاد والخلس للضحية .
شخصياً لستُ مع أو ضد ماقام به الرئيس بوتين تجاه أوكرانيا ولكني ضد التهويل والتضخيم الذي لاقاه هذا الحدث دون غيره في الإعلام الدولي مع أن هناك أحداثاً في الشرق الأوسط حدثت في الأمس القريب وما زالت تحدث أكثر ضراوة وأكثر رعباً وألماً إذا تحيزنا للقيم الإنسانية في تقييم الأحداث.
يبدو لي من خلال المعطيات الظاهرة أن هذا الحدث يؤكد بأنه لم يعد أمام الدول الكبرى والمتحكمة بمصير العالم سوى ثلاثة خيارات لا مفر منها ويمكن اعتبارها سيناريوهات لمستقبل الصراع الدولي القائم وهي كالتالي:-
- إما الدخول بحرب عالمية ثالثة وتحمل نتائجها وهذا سيكون باعتقادي أسوى حدث تشهده الكرة الأرضية منذ الانفجار العظيم .
- الخيار أو السيناريو الثاني ويتمثل بمراجعة ومعالجة المواقف الدولي من القيم الإنسانية التي فرطوا بها تجاه الشعوب الصغيرة منذ وعد بلفور وحتى تاريخ يومنا هذا ، ويتضمن هذا الخيار ايقاف الاستعمار بكافة أشكاله وألوانه واحترام سيادة كل دولة في هذا العالم وتعويض وجبر كل من تضرر من السياسة الخارجية للدول المتحكمة في مصير هذا العالم.
- السيناريو الأخير والمتمثل بتوقف أمريكا والدول الأوربية عن أي أعمال عدائية تجاه روسيا لكي لا يقع العالم في مستنقع الحرب العالمية الثالثة والسكوت عما حدث في أوكرانيا ، والتعامل معه كأمر واقع ، وهذا السيناريوا سيجعلنا أمام تحولات دولية كبيرة أبرزها وجود قطبين دوليين وهذا ما سيحقق الإستقرار النسبي للعالم .