إقالة د. عوض العلقمي من عمادة كلية المجتمع ليس لأنه قصَّر في أداء واجبه الوظيفي ولا من باب التدوير الوظيفي ، بل لأنه عمل بجد واجتهاد فوق طاقته أراد السير على وفق النظم واللوائح وقف بحزم ضد التدخلات التي يمارسها بعض المسؤولين بعيدا عن الأنظمة والقوانين. عمل خلال أربع سنوات بتفاني وإخلاص تجاوز كل المطبات ، كان يؤمن أن النهوض يبدأ من المؤسسات التعليمية، زرته خلال فترة عمله ثلاث مرات أثناء فعاليات كانت تقيمها الكلية، ومنذ أن تلج إلى بوابة الكلية يستوقفك منظر الحراسة التابعين للواء حراسة المنشأت الواقفين أمام بوابة الكلية بزيهم العسكري الموحد ثم حسن التعامل مع القادمين،
وحين تصل إلى ساحة الكلية الشمالية ترى تلك الحديقة الجميلة التي اتخذت استراحة الطلاب التي تحتوي طاولات دائرية تحيط بها كراسي إسمنتية وفوقها مظلة إضافة إلى الأشجار الوارفة الظلال التي تحيط بالكلية من كل مكان وتلاحظ مستوى الاهتمام بالتشجير، كل شيء يبعث على البهجة والسرور ويعكس المظهر الحضاري للكلية وحين تلج إلى البوابة الرئيسة الثانية باتجاه قاعة الاحتفالات والفعاليات تشاهد على يمينك أشجار الزينة وعلى يسارك قاعات الطلاب وبعض المكاتب الإدارية ، تلك القاعة تم تجهيزها بفضل جهود بذلها العميد في البحث الدؤوب والمستمر عن مصادر لإصلاح البنية التحية، وكان طموح العميد كبيرا في إقامة قاعة كبيرة في الجهة الشمالية بغرض تأجيرها للفعاليات ويكون لها مردد إيجابي لرفد موازنة الكلية ولكن أعداء النجاح وقفوا له بالمرصاد وحدوا من ذلك الطموح.
لقد عمل بجد واجتهاد وصارع الإحباط والقنوط سعى لإعادة تأهيل المختبرات وافتتح مختبرات جديدة بتمويل ذاتي من عائدات الكلية من الرسوم أدخل أربعين حاسوبا جديدا وفتح مختبرين جديدين، وفتح المعمل الفوتوغرافي ومعمل الماكنتوش وحفر بئرا للمياه .
في هذه البلاد لا يُشجع من يعمل بجد واجتهاد ولا يترك له المجال للعمل بل يزرعون له الأشواك في كل مكان. هناك جماعة في كل مرفق حين تفقد مصالحها غير المشروعة تسعى إلى التعطيل والتشويه وقبل أيام خرجت لنا إحدى الصحف بصورة لإحدى دوارات المياه وأمامها كرسي مكسور لتثبت مستوى الدمار الذي حلَّ بالكلية.
من أراد أن يلمس دور د. عوض في النهوض بالكلية كان عليه أن يطرق أبواب كلية المجتمع ويطلع على كل شيء بشفافية. د. عوض شخصية صارمة، وحين يتحمل مسؤولية لا يجامل ولا يهادن ولا يتعسف، ومنصف في الحقوق لا يسلب أحدا حقه.