هناك سرعة وتسابق غير عادي من كثيرا من المنافقين والمطبلين وقوالين الزور على دواوين القات وليس اي دواوين لمجرد المقيل فيها ومضغ شجرة القات وافراغ شحنة الكلام والأحلام ،احلام اليقضة والأماني وعن مباريات وابطال كأس العالم والأحداث وقضاياء الساعة ، لا بل هو ديوان المدير العام ،المحافظ ،الوزير ،القائد والكل يتسابق عليها لحجز أقرب مكان أمام أو بجانب أو بجوار ذلك المسؤول -الفاشل ،الفاسد ، المريض الذي كان هو اصلا يمارس هذه العادة قبل ان يكون مسؤول و التي اوصلته إلى كرسي المسؤولية والسلطة- ليكون ظاهرا أمامه في الصورة ويسجل حضورة وأما ذاك الذي ظفر بالمكان القريب وحظى بجوار ذلك المسؤول فقد فاز وحقق المراد فهو يستطيع أن يهمس في اذن ذلك المسؤول همس الغيبة والنميمة ويطلق العنان للسانه بالإفتراء بالكلمات والعبارات السامة الخبيثة واللعينة التي يجيد حبكها ونسجها ويرمي بها ويصيب و يضر بها الأخرين والتي تعجب ذلك المسؤول الأمعة الذي كلمة توديه وكلمة تجيبه والطيور على أشكالها تقع وكل عود ينفح بما فيه وعلى ضوء ووقع تلك الهمسات اللعينة من ذلك المنافق المرائي يصدر أوامره وتوجيهاته وقرارته وتكليفاته وتعيناته ويوزعها يسارا ويمينا على المحبين بردا وسلام وضمهم وترفيعهم إلى حاشية المقربين واما على المغضوب عليهم فيصب جام غضبه عليهم جهلا وظلام وظلم شديد واقصاء وابعاد وتهميش ولا يقبل لهم حديث ويتصرف وكأن الله غير موجود هذه هي حقيقة السباق المحموم على بلاط و دواوين المسؤولين وفيها تحاك وتنسج المؤامرات على كل من هم غير مرغوب بهم وغالب مايكون أولئك الغير مرغوب بهم هم من انزهه واشرف الرجال والوطنين الأحرار والذي لم يعد لهم مكان في هذا الزمان بين هولاء الأقزام فكل إنا ينضح بما فيه فنحن في زمان الرويبضة.