كلنا نتذكر الهزيمة للجنوبيين في حرب صيف 94م والتي لم تكن بسبب عدم تكافئ القوات في تلك الحرب ولكن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد أستخدم أوراق سياسية للعب بها في هذه الحرب حتى خرج منتصراً وسيطر على كل شي في الجنوب خلال شهرين فقط.
يا ترى هل يتكرر اليوم المشهد معنا بالجنوب ومع ما يسمون أنفسهم بجماعة أنصار الله اي ( الحوثيين ) باعتقادي الإجابة نعم لانهم يمتلكون من الدهاء والمكر السياسي فابالأمس قد استغلوا الخلافات و انقسامات الشارع الجنوبي وبسبب إبعاد تلك المحافظات التي ذهبت يوم أمس صنعاء بحجة الإفراج عن الأسير اللواء فيصل رجب عن المشهد السياسي الجنوبي بعد هزيمتهم في حرب 13 يناير 86م وقد قاموا بتعيين الاخ عبدربه منصور هادي وزيراً للدفاع وكذا بعض من القيادات العسكرية بالجبهات والمحاور وقد استطاعوا من خلال ذلك من إيجاد حضانة لهم في الجنوب وتمكنوا من نقل المعركة الى ارض الجنوب وكانت جميع تلك الأوراق التي لعبوا بها هي من اهم الأسباب في نصرهم بحرب صيف 94م وما أشبه الليلة بالبارحة كما يقال فما حصل من إستقبال لوفد محافظات شبوة وأبين الذين وفدوا امس إلى صنعاء هي في حقيقة الأمر صفقة سياسية بإمتياز نجحوا فيها الحوثيين لا سيما وأن هذه الوفود شعبية وقبلية وليست برسمية وهذا مؤشر من أن في هذه المحافظات من قد يعلنوا الصرخة قريباً وعلى اعتبار أن ذلك من باب رد جميل لجماعة الحوثي نظير ما قاموا به من تلبيتهم لمطالبهم بالإفراج عن أسير الحرب العميد فيصل رجب من سجون المليشيات الحوثية وكان بإمكان الساسة الجنوبيين تفويت هذه الصفقة على الحوثيين عندما قبلوا بالإفراج عن اللواء محمود الصبيحي وكذا شقيق الاخ الرئيس هادي اللواء ناصر منصور و إحتفاظهم بالعميد فيصل رجب إلى أجل غير مسمى مع انهم وقعوا بالأسر بالجبهة بيوم واحد حتى لا يتم إستغلال ذلك سياسياً لكن عندما تصدروا حديثي العهد في السياسة المشهد السياسي لم يدركوا فداحة ما قاموا به من خطأ وها هم اليوم يكيلون الإتهامات لأبناء محافظة أبين الذين ذهبوا إلى صنعاء لتزيد كل هذه الأعمال من توسيع الشرخ بين الجنوبيين فوق ما قد هم عليه من السابق ليقدموا خدمة مجانية وعلى طبق من ذهب لجماعة الحوثيين بالعاصمة صنعاء.
ولذلك فإننا نحذر من انه ينبغي أن نتعلم من دروس وعبر الماضي وان نفوت الفرص على كل المتربصين لتغذية الخلافات الجنوبية وصب الزيت على النار وان لا نعطي تحرك وفد أبين إلى صنعاء المطالب بإطلاق فيصل رجب اكثر مما يحمل من بعد إنساني وموقف اخوي تجاه الأخ مع اخوه وعلى كل أبناء الجنوب ان يحسنوا الإشادة بمن سعى لاطلاق سراحه وان يحسنوا كذلك بإستقبال قائد عسكري بحجم ومكانة العميد فيصل رجب والجنوب بكل ولكل أبناءه..
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
