مين منّا لا يتذكر كلمة الأستاذ شوقي أحمد هائل عندما كان محافظاً لمحافظة تعز ، تلك الكلمة التي ألقاها أمام وجهاء عزلة الأنبوه الذين تقدموا له بطلب إعتماد بئر ارتوازية جديده للعزلة فكان الرد من المحافظ آنذاك : مدينة تعز بمديرياتها الثلاث تمتلك ثلاث آبار فقط وعزلة الأنبوه وحدها معها أكثر من خمس آبار إرتوازية وفوق كل بئر مضخة وعادكم تريدوا واحده فوقهن ... حبيت اذكركم بهذا قبل الدخول في موضوع إدارة مشروع مياه الأنبوه التي اتخذت مقولة (تحت أي سماء وفوق أي أرض مشروع مياه الأنبوه يسقيك) شعاراً لها ، لم تأتي تلك العبارة من فراغ بل أتت أبان حقبة الإدارة الجديدة للمشروع بقيادة إبن عزلة الأنبوه البار الأخ معاذ سعيد أحمد والذي نعتبره هدية الرّب لرفع معاناة المواطنين وإنقاض المشروع وإنتشاله من السبات العميق والفشل المتواصل ، وسيبقى مصدر العزة والكرامة لكل أبناء العزلة بمن فيهم الذين أصابتهم الذُّل والمهانة لعشرات السنوات ، ولا ينكر ذلك إلا حاقد على نجاح مشروع مياه الأنبوه واستمراره في توفير المياه العذبة الصالحة للشرب والذي أعاد للنساء كرامتهن والتي كانت قد أُلقيت في غيابتِ الجُب ، وأعاد الأطفال إلى مقاعد الدراسة بدلاً من البحث عن المياه ؛ فبعد أن دأب اليأس في نفوس المواطنين من توفير المياه وبلغتِ المعاناةِ أشد ما تكون ، حتى صُنف المشروع الذي يمتلك أكثر من خمس آبار ارتوزاية في مناطق متفرقة من قرى عزلة الأنبوه من ضمن المشاريع الفاشلة في المنطقة لعجزهِ التام عن توفير قطراتٍ من المياه لرأي عطش الشتاء والذي كان قد أنظم إليه الصيف وألتحق بركبه ، مما انعكس سلباً على المشتركين والذي كان أعدادهم في تناقص مستمرٍ ، حتى وصل لـ 120 مشترك وبميزانية صفرية العدد إن لم تكن سالبة مثقلة بالديون ، وبعد أن دأب اليأس في نفوس المواطنين وأنتشر ، حتى مع تقديم العون من فاعلي الخير الذين كانوا يقدمون كل أسبوع وائت مياه ومن لم تتمكن من النساء واطفالهن من الحصول على المياه لعدم كفايته ينتظر للأسبوع الأخر ولسان حالها تقول كما قال الشاعر :
يا سائق الصهريج إني آتية
خلفي أخٌ يحبو وأم باكية
فاملأ لي الدلوَ الصغير لعلني
أسقي به أمعاء بطنٍ خاوية
باتت على ظمأ اللياليَ عدةٍ
فكأنها أعجاز نخلٍ خاوية
ذاقت من الأحزان كل صنوفها
وتقطعت أسبابها المتهاوية.
بعد كل تلك المأسي تقدم بعض المواطنين بطلب رسمي للأستاذ معاذ سعيد أحمد -والذي كان يشعر بتلك المعانات كونه أحد أفراد المجتمع- والأمل يرافقهم لإنتشال المشروع من حالة الركود والفشل المتواصل ، وتوفير قطرةِ مياه لتروي عطش الشتاء ، ومع انشغال من قُدم له الطلب بإدارة أعمال تجارتهم الخاصة مع إخوته والتي يعرفها الجنيع في مديرية المعافر إلا أنه لبئ الطلب وبدون أي مقابل -بدون راتب شهري- ولكن بشروط تضمن إعادة تشغيل المشروع واستمراره وضمانة عدم توقفه عن العمل ، ومن تلك الشروط إعطاءه الصلاحية الكاملة في إدارة المشروع وبما يحقق مصلحة العزلة بجميع قراها ومحلاتها ، وتمت الموافقة على كل تلك الشروط من قبل الهيئة الإدارية للمشروع مدعومة بتأييد المواطنين لذلك الإتفاق ومباركتهم له آنذاك ، ولم تكتمل السنة من تاريخ إستلامه للإدارة وبعد توفيقٍ من الله تعالى له وبفضل خبراته الكاملة في فن الإدارة وعلم المحاسبة وبعمرفته الكاملة لقوانينها وبعد أن طبقها إبتداً من تنظيم وقته بين إدارة عمله الخاص وتفرغه للمشروع مروراً بتشريعه للائحة الداخلية الخاصة بإدارة المشروع ورسم خطوط عريضة للعمل بها ملزمة له ولمن تبقى من موظفي المشروع بعد أن قلصهم إلى اربعة موظفين -٢ بنات ، ٢ ذكور- ولغيرهم من المستفيدين ، وانتهاءً بفتح حساب بنكي خاص بالمشروع لدى بنك الكريمي لكي يتم توريد المبالغ التي سيتم تحصيلها من المستفيدين شهرياً وتم ذلك فعلاً ، فحقق المشروع نجاح كبير ومتوقع لدى جميع المستفيدين منه ، حتى المعارضين لفكرة تولي الأستاذ معاذ للإدارة فقد كانوا متوقعين من قدراته على انتشال المشروع من سباته العميق ونومه المفتعل ، لإيمانهم اليقيني ببراعته في فن الإدارة وعلم المحاسبة وقوة شخصيته وشجاعته في إتخاذ القرارات وصرامته في معاقبة كل من يخالف القانون ولائحة عمل المشروع من المواطنين والموظفين ، حيث وصل عدد المستفيدين من الأسر إلى ما يقارب 1,200 مستفيد موزعين على 450 مسكن من أ…