حين كنت واقفاً امام محل تجاري وأسمع حوار دار بين زبون موظف في التربية وصاحب محل مواد غذائيّة واشتد الحوار بماء لفت نظري اليهم، وكان الحوار بسبب الغلاء الفاحش، والاسعار المجنونة الذي اوصلت البلد الى أسفل الحضيض اذا صح تعبيري في ذلك.
هذا تربوي قدير وقد تتلمذت على يده اجيال وربما اصبحت اليوم قادة الذي اوصلوا الوضع الى هذا المستوى، تربوي لايقل راتبه عن ثمانون الف ريال، كيف نصنع أجيال اذا هدمنا هرم التعليم، واخرجنا أجيال تهدم مستقبل الوطن في المستقبل على رؤسها، هدم التعليم هدم كل شي في المستقبل.
وهناك الكثير من يتقاضى راتب عشرون الف ريال يمني لاغير وهم من طبقة المتقاعدين العسكرين والمدنيين كيف يكون حوارهم مع اصحاب المحلات التجارية، اليس تخنقهم العبرة من الوضع الذي وصلنا اليه اليوم وربما غداً سيكون اكثر تعقيداً، اذلالأً وتركيع لهذا الشعب المغلوب على أمره،
اختم مقالي هذا. والتحالف كالذي أومن بنص الكتاب وكفر ببعضه، يدعم الجانب العسكري الذي ينتمي الى هويته فقط، ويغرق السوق في الجانب المعيشي ومحاربة الخدمات بماء تعنيه من كلمة، وتهميش ممنهج للعمليات التربوية، واخراج جيل متسلح بالجهل والعمى ومن السهل ان يقوده الى حيث ترسو سفينة العمالة والارتزاق وتمرير المشاريع النفعية والمطامع والمصالح وتحقيق المآرب المقصودة لذواتهم.
وكما قيل: إذا أرت أن تهدم حضارة احتقر مُعلماً، وأذل طبيباً، وهمش عالماً، وأعطي قيمة للسفلة والتافهين!