في الثاني عشر من أغسطس من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للشباب، وهو مناسبة تهدف إلى التركيز على دور الشباب في المجتمع وتعزيز قدراتهم ومشاركتهم في صنع القرار وتحقيق التغيير الإيجابي. يعتبر الشباب مجموعة عمرية حيوية ومتجددة الطاقة، ولديهم القدرة على تحويل العالم وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
تأتي هذه المناسبة لتذكيرنا بأهمية الاستثمار في الشباب وتوفير الفرص والمنصات التي تمكنهم من العمل والابتكار والتأثير في مجتمعاتهم. فالشباب هم قادة المستقبل، وإذا تمكنوا من الحصول على التعليم المناسب والوصول إلى فرص العمل الكفيلة بتنمية مهاراتهم، فإنهم سيكونون قادة قادرين على مواجهة التحديات العالمية وتحقيق التغيير الإيجابي.
يعاني الشباب في العديد من البلدان من صعوبات وتحديات تعيق تطورهم وتقدمهم. قد يواجهون صعوبات في الحصول على التعليم الجيد، وفرص العمل المناسبة، والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية. لذلك، يجب علينا أن نعمل بجد لتوفير الدعم والفرص اللازمة للشباب، وضمان مشاركتهم الفعالة والعادلة في جميع المجالات.
تعزز الأمم المتحدة اليوم العالمي للشباب كفرصة لتسليط الضوء على قضايا الشباب والتوعية بأهمية دورهم في التنمية المستدامة. وتعزز أيضًا المشاركة الشبابية في صنع القرار وتنفيذ السياسات والبرامج التي تهمهم. فالشباب هم أفضل سفراء لأفكار السلام والتعايش السلمي والتنمية المستدامة.
يحتاج الشباب إلى المنصات التي تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم والمساهمة في صنع القرار. يجب علينا أن نعزز الحوار بين الأجيال وتعزيز التفاهم والتعاون بين الشباب والقادة الحاليين. وبالتالي، يمكن للشبابأن يساهموا بفعالية في صنع السياسات والبرامج التي تلبي احتياجاتهم وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك تركيز على تمكين الشباب من الحصول على التعليم الجيد والمهارات اللازمة لسوق العمل. يجب أن يكون هناك توجيه ودعم للشباب في اختيار مساراتهم التعليمية والمهنية وتطوير مهاراتهم القيادية والابتكارية. يمكن أن تلعب المؤسسات التعليمية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص دورًا هامًا في توفير فرص التعليم والتدريب المناسبة.
يتطلب تعزيز مشاركة الشباب أيضًا توفير الفرص العادلة للشباب من جميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. يجب أن يتم مكافحة التمييز وتشجيع التنوع والشمول في جميع المجالات، بحيث يمكن للشباب من جميع الخلفيات أن يشعروا بالمساواة في الفرص والمشاركة بشكل كامل.
في الختام، فإن اليوم العالمي للشباب هو فرصة لتسليط الضوء على دور الشباب وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار وتحقيق التغيير الإيجابي. يجب علينا أن نستثمر في الشباب وأن نوفر لهم الفرص والدعم اللازمين لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. إنهم القادة والمبدعون والمغيرون، ومن خلال تمكينهم واحترام أصواتهم، يمكننا بناء مستقبل أفضل للجميع.