(في الوطن يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات) يبدو أن هناك جنوب آخر في الطريق إلينا وهو ليس جنوب أكتوبر المجيدة بل يشبهها إلى حدٍ ما ( جنوب مستنسخ جديد )
الجنوب الجديد جيد نوعاً ما لكن أخطاءه كثيرة نتمنى أن يتجاوزها سريعاً حتى لا يفقد المواطن الأمل فيه.
أكبر مشكلة تواجه الجنوب الجديد أنه لا يعي مفهوم المواطنة فالمواطنة كتلة من المفاهيم لا يمكن تجزئتها مطلقاً أو تطبيقها على مراحل هذا لا يمكن فهذا يخلق انقسام كبير في النسيج الوطني فالمواطنة مفهوم لا يقبل التقسيم على حسب المنطقة والانتماء والقرابة لا يمكن أن تبني تلاحم شعبي حول أي مكون سياسي وهو لا يفهم البعد الديمغرافي للمواطنة المتساوية.
الجنوب الجديد المستنسخ من الجنوب القديم الذي دمرته حرب صيف عام 1994 هو جنوب يحمل نفس شعارات الماضي والفارق بينهما غياب مضمون الشعارات على أرض الواقع فشعار الجنوب لكل أبنائه على أرض الواقع لم يطبق.
فالجنوب المستنسخ الجديد هو جميل في نظر من وصلت إليه نسخة منه أما بقية الشعب الذي لم تصلهم نسخ منه فلازال معظمهم يحلمون بالجنوب القديم الذي ساد فيه مفهوم المواطنة المتساوية.
الجنوب قادم لكنه ليس جنوب 14 أكتوبر 1963، نتمنى من قيادة الوطن النظر ولو لمرة واحدة في إتجاه بوصلة المواطنة فهي تشير إلى أننا نسير في الاتجاه الخطأ لكن لم ينتبه أحد
الجنوب القادم هل سيكون لنا جميعاً
أحمد السيد عيدروس