آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-02:14ص

مدينة مودية بين خراب الاحزاب وفوضى القبيلة

الأربعاء - 15 نوفمبر 2023 - الساعة 04:23 م
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب


تصدرت هذه المدينة شتى مجالات الحياة على أكمل وجه في السابق ثم أتى بعد ذلك دور القبيلة والحزبية ، وبإمكان أي مواطن قاطن ومتابع أن يشاهد نتيجة الخراب والانهيار التي وصلت إليه هذه المدينة.

لذلك من الإنصاف أن نبدأ بتحديد أسباب الفشل وضعف المخرجات لهذه المدينة المنكوبة..

تعيينات رديئة وغير قانونية وقرارات ارتجالية  نتيجة المحسوبية القبلية والحزبية ، مما جعل الفاشلين يتبؤون الإدارات والمناصب ، وذلك ما أسفر عن مغادرة الكفاءات المدينة للبحث عن الأعمال الحرة " الخاص".  

ضعف مخرجات التعليم تعود لسياسة التوظيف ، وهيكلة المعلمين بطريقة خاطئة تحت حسابات تنظيمية لا علمية ، وسياسة تربوية حزبية أفرزت مخرجات ضعيفة ، وأدت إلى إحباط المعلمين الأوفياء.

الطابع القبلي غلب على العمل المؤسسي والإداري وأصبحت المديرية رسميا للفاسد والفاشل والمجنون ، إضف إلى ذلك أن بعض الإدارات المدرسية العاجزة تتعامل مع الطلاب وفقا لانسابهم ومناصب آبائهم.

صارت هذه المنطقة ذات تطرف ديني سياسي ومحور صراع قبلي ومجتمعي ، عكست الكثير من الكوارث الفكرية والجسدية التي أنتجت عن قتل الطموح البشري في التفكير مستقبلا.

مودية مدينة العلم ومنبرا للثقافة ورقما صعبا في السياسة ، شيدها  " الوافدون إليها لكن بلائها من أهلها " من تضارب وتعارض مصالح قبلية و سياسية متجاهلين مستقبل الأجيال الصاعدة "مع أن مصابهم واحد".!

هذه المنطقة متميزة بالذكاء بشهادة أكاديميين من جامعة عدن وأبين وما يثبت ذلك ترك أبناء قبيلة " آل وليد " هذه المدينة لتلقي التعليم خارجا ، وهذا ما أفرز عن مخرجات مثمرة و نموذجا يشار إليه في مدينة عدن.

ما ينذر بزيادة خراب هذه المدينة هي الإدارة العسكرية ومجلس منتهي الصلاحية ، فمنذ البداية فشل مالي وإداري غير مسبوق بحرمان 200 معلم من راتب شهر ، وقرار ارتجالي بمستشفى مودية أدى إلى نزاع مجتمعي.

هل كان يخطر ببال أحد أن نصل إلى هذه السردية المحزنة من الخراب والفوضى لولا فشل الطبقة الحاكمة وفسادها التي بالتأكيد ستكون القبلية والحزبية في الصدارة ؟!

اللهم هب لنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا.