آخر تحديث :الأحد-31 أغسطس 2025-01:57ص

آراء

من نحن حتى نقيم علم من اعلام التاريخ ؟

السبت - 04 مايو 2024 - الساعة 10:56 م

بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم
حقبة زمنية مر بها هذا الوطن تصدر فيه المشهد نخبة من كبار المناضلين الثوار الذين عاصروا استقلاله و اعلان تاسيس الدولة و الوحدة اليمنية و خاضوا في هذه الفترات المتعددة تجارب عديدة تستحق الدراسة و التفكر فيها للاستفادة من ايجابياتها و معرفة اسباب سلبياتها لتحذر النخبة السياسية الحالية و اللاحقة من تكرار اخطاء الماضي و علما بان كل تلك السلبيات التي ارتكبت كانت بدافع الوطنية و تحقيق مصلحة الوطن و امنه و استقراره بحسب الفكر الذي اقتنع به كل فرد من كبار النخبة المناضلين و علينا ان نسأل الله عز و جل لهم الرحمة و المغفرة انه هو الغفور الرحيم و يدخلهم جنات النعيم و يلهم اهلهم الصبر و السلوان و يطيل عمر من بقي منهم و يحسن لهم الخاتمة اذا جاء الاجل.

كان اللواء احمد مساعد حسين رحمه الله ذا روح نضالية وطنية و من ابرز كبار تلك النخبة التي عاصرت الحقبة الزمنية السابقة حتى وافته المنية بقضاء الله و قدره و تقلد عدة مناصب و وزارات خدمة لهذا الوطن و عاش احداث تلك الحقبة الزمنية التي ذاق فيها نشوة الانتصار على من اطلق عليهم اسم المرتزقة تارة و ذاق كذلك مرارة حياة المرتزق تارة اخرى في نظر رفاق النضال السابقين الذين كانو اصدقاء الفترة السابقة و اعداء الفترة اللاحقة الذين نعتوا فريقه بهذا الاسم.
لقد ترك لنا رمز النضال اللواء احمد مساعد حسين بصمات شاهدة له تثبت انه كان احد ابطال تغيير مجريات التاريخ الى جانب بقية رفاقه الوطنيين الذين كانو اقلام خطت سطور تجربة تاريخية بكل سلبياتها و ايجابياتها دروسا تستفيد منها الاجيال اللاحقة لتصحيح بعض المفاهيم الوطنية التي تساهم في بناء وطن المستقبل الآمن المستقر و المزدهر بجهود كل ابنائه مهما اختلفت قناعاتهم السياسية و ينعم فيه الجميع بالعيش الرغيد.

لن يستفيد من دروس الماضي الذين يحاولون تقييم اعلام تاريخية مثل اللواء احمد مساعد حسين رحمه الله و يحملونه اخطاء كانو هم ايضا سببا في وقوعها فمن نحن حتى نقيم هامة من الهامات الوطنية؟ و سنبقى صغارا طالما تطاولنا على الكبار منهم.
من يريد ان يستفيد من دروس الماضي عليه دراسة التجربة بصورة عامة بغض النظر عن اسماء ابطالها الذين خاضوها و البحث عن اسباب الاخطاء التي حدثت لتصحيحها و ضمان عدم تكرارها.