آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:46م

ابو السياكل ... والطاقة المستأجرة

السبت - 11 مايو 2024 - الساعة 09:24 م
ثروت جيزاني

بقلم: ثروت جيزاني
- ارشيف الكاتب





كان في عدن محلات لتأجير الدراجات الهوائية(سياكل) ، كانت تلك المحلات منتشرة في حوافي عدن ، ولاتكاد حافة من حوافيها لايوجد فيها محل للتأجير .

كانت الدراجات الهوائية تأجر اما بالاشواط او بالساعة ، وتعتبر قيمة التأجير مكلفة بالنسبة لما يمتلكه الاطفال والشباب من مال ٱنذاك .

اصحاب محلات التأجير كانوا يبدؤون نشاطهم التجاري هذا بعدد قليل من الدراجات الهوائية ، كنا ننتظر الدراجة تعود حتى نأجرها وعند إستلامنا الدراجة الهوائية نضع رهن وكان غالبا ( اعز الله مقداركم) عباره عن شبشب الماء او الصندل .

اصحاب محلات التأجير سرعان مايقومون بشراء العديد من الدراجات الهوائية الجديدة لتضاف الى مايملكون من دراجات ، حتى تتراكم عندهم الدراحات مكونة اسطول ، وكل ذلك من اموال التأجير التي تتراكم فيها الاصول لاتها تبقى كما هي وتتضاعف .

اولياء الامور حينها و بعد تيقنهم بحالة تبذير الابناء بسبب استئجار الدراجات الهوائية يوميا ، يتدبرون امرهم ويقومون بشراء دراجات هوائية لاولادهم ليتوقف نزيف الصرف، وايضا لتستخدم الدراجة الهوائية (المملوكة للاسره) في جلب حاجيات المنزل ( النفعه) .

كما هي الدراجات نجد محطات استئجار الطاقة الكهربائية النزيف الدائم بعقود غير متكافئة قامت بها الحكومات المتعاقبة بتوريط الموازنه العامة عبر عقود مجحفة تستنزف مقدرات البلاد .
مٌلاك محطات الطاقة المستأجرة يأتون فقط بالمولدات وعلى الحكومة توفير الوقود والزيوت والفلاتر والصيانة والارض ( موقع المحطة) والتوصيلات الى الشبكة العامة للكهرباء ودفع قيمة الايجار للطاقة .

الحالة مثلها مثل استئجار الدراجات الهوائية فهل سيأتي ولي أمر رشيد (يقوى) على شراء محطات بديلة عن المحطات المستأجرة ، وقد تساوي قيمته قيمة عقد احدى المحطات المستأجرة لمدة عامين ، أم أن النزيف سيستمر حتى الى مالانهاية.

كما علمت إن ملاك محطات تأجير الطاقة لم يستلموا مستحقاتهم منذ مده طويلة ، ويتم تأجيلها بين الفينه والفينه ، لكنها ستظل حق مسجل على كشوفات ديون الحكومة ولن تسقط بالتقادم ، بل انها ستتعاظم مادام هي مستمرة وانهم سيعلنون التوقف الكامل عن تشغيل محطاتهم .

فنيا كل محطات الطاقة المستأجرة عند قدمها تستهلك كميات اكبر من الوقود والزيوت ، وهي في الغالب لاتصلح في تشغيلها على مدار الساعة ، امثالها تستخدم غالبا في وقت الذروة عند ارتفاع الاحمال ، أو في أوقات طارئة مثل خروج المنظومة أو لتسيير السفن و المستشفيات لحالات الطوارئ واستخدامات محدودة من هذا القبيل .

أليس هناك عقول رشيدة من اولياء الامور(تخاف الله) قادرون على إيجاد معادلة عادلة فيها يتمكنون من فض الاتفاق وتوقيف النزيف المالي المستمر منذ عقود والعمل على الاستبدال والإحلال التدريجي ؟.


ثروت جيزاني
11مايو2024م