آخر تحديث :السبت-02 أغسطس 2025-06:43م

الوفاء : قلوب المبدعين مازالت تحن

الثلاثاء - 28 مايو 2024 - الساعة 12:55 م
امل عياش

بقلم: امل عياش
- ارشيف الكاتب


أخيرا ... وبعد مرور ما يقارب شهر ونصف استلم مبدعو وفنانو مهرجان ليالي عدن العيدي مستحقاتهم المالية يوم الخميس الماضي، بينما كان يفترض أن تسلم لهم مباشرة بعد انتهاء الحفل.
المهم سُلمت المستحقات وفرحت لهم كثيرا وهذا أمر طبيعي، لكن هناك موقف حدث! وهذا ما استوقفني ودفعني للكتابة وانا سعيدة لذلك.
صاحب الموقف وبطل القصة هو قائد الفرقة الموسيقية وهيب جرادي، الذي بذل جهود رائعة وسجل بصمة إنسانية عندما قام بجمع مبلغ رمزي من فرقة الإنشاد والعازفين لصالح اثنين من زملائهم، الأول أصيب بجلطة وأصبح طريح الفراش والثاني توفى وترك خلفه طفل وزوجة ولا يمتلك أي راتب شهري.
لقد كان يوفر لقمة عيشهم من أجوره في الحفلات أو صندوق التراث الذي أصبح الأخر اثر بعد عين .
هذه اللفتة الجميلة من الجرادي ترك في القلب فرحة عارمة فقد كانت تعبيرا عن انصع صور الوفاء كما انها رسالة تطمين تؤكد لنا أن قلوب المبدعين ما تزال تحن على بعض خاصة في الأزمات والأمراض.
لقد قام الجرادي بهذا التصرف وبمجهود فردي بينما يتم هدر ملايين الريالات اهباء باسم الفن والفنانين في ساعات قليلة وبمبالغ كبيرة، وقد تحدتنا مرارا وتكرارا لماذا لا يستقطع من هذه المبالغ الطائلة نسبة معينة "من مليون الى 5مليون" مثلا، لدعم المبدعين المرضى والمعدمين؟
هذه النسبة لن تؤثر في ميزانية الفعاليات التي يذهب معظمها لجيوب الإداريين.
وبالمناسبة.. هذه اللفتة الإنسانية من وهيب جرادي مع زملائه من المبدعين ليست الأولى، التي يقوم بها فنان او مبدع مع زميل ، فمثلا في شهر رمضان بادر الزميل الكاتب وهيب داؤود بنشر موضوع في احدى الجروبات دعا لمساندة الممثل سمير سيف الذي بتر اصابع رجليه وقد تفاعل معه عدد من الزملاء قدم الدعم في حينها وسلمت للفنان القدير سمير سيف.
انها مواقف وصور للتكاتف والمساندة بين المبدعين بعيدا عن التقاط الصور والتصنع وتمجيد أشخاص أخرين، كما يفعل البعض، رغم ان أولئك الاشخاص لا يستحقوا حتى كلمة شكرا لان ما يقومون به هو من صميم عملهم وما يقدمونه هو من المال العام ليس من جيوبهم.
اتمنى أن يستمر هذا الوفاء والتكاتف بين المبدعين والفنانين بعيدا عن تسييس الإبداع والثقافة
ايها الوهيبان دمتم للوفاء والفن نبراسا وشكرا للمبدعين الأوفياء لزملائهم ممن جار عليهم وعلى أسرهم الزمن.