آخر تحديث :الأربعاء-30 يوليو 2025-11:22م

مجلس القيادة بين الم الواقع وامل المستقبل

السبت - 08 يونيو 2024 - الساعة 07:53 ص
سليم ثابت

بقلم: سليم ثابت
- ارشيف الكاتب


الصراع من أجل بناء دولة وطنية تعيد لليمن اعتباره أمر أكبر مما نتصوره وفوق ما نتوقعه ، فالكثير من الأطراف التي تحمل رايات الحرب في الساحة اليمنية جعلوا هذا المشروع هدف رئيسي لحربهم إلا أنهم تاهوا وسط المعطيات الكثيرة التي أفرزتها الحرب وتاه الهدف الرئيسي وسط هذه المعطيات المعقدة .

مشكلتنا في هذا الصراع ليست أزمة رجال فما قدمته اليمن من وقود لهذه الحرب كفيل بأن تُؤّمن اليمن لمائة عام قادمة ،
مشكلتنا تتمثل في افتقارنا للقيادة الشجاعة التي تجيد المراوغة السياسة مثلما تجيد التكتيك العسكري ، مشكلتنا في القيادة السياسية التي لا تفقه في السياسة شئ ولذلك باعوا ولم يراوغوا ،
مشكلتنا هي افتقار القيادة السياسية للدبلوماسية ، مشكلتنا بلاد مفتوح أمام مصالح دولية كثيرة جاثمة على اليمن .

قيادتنا، بين أيديهم فرصة لن تتكرر الا بعد أربعين عام على أقل تقدير ، و يستطيعون تحقيق الحلم الذي يسكن في عمق كل يمني ، ويستطيعون مراوغة المصالح الدولية بدبلوماسية وذكاء فهم الشخصيات الرئيسية التي تتعامل مع الخارج بطريقة رسمية
وهم بين خيارين:
إما أن يبيعوا ما تفرضه عليهم المرحلة من هذا الوطن للمصالح الدولية ويبنوا دولة وطنية تعيد لنا اعتبارنا ،
أو أن يبيعوا ما سيفرضه عليهم الواقع دون أن يقدموا أي شي لليمن .


لم يعد لكلمة بيع الأوطان تلك المهابة والرجفة التي كانت تهز الضمير ، ولم نطالب قيادتنا السياسية بالتوقف عن النخاسة ، بل نطالبهم بتحقيق حلمنا بدولة وطنية ولو على ما سيتبقى من هذا الوطن مقابل التنازلات التي سيُجبرون على تقديمها للمصالح الدولية ، ربما هذا صلب الواقع وصميمه وسنتجرعه مهما كان مُرّاً .


اكتب هذه الحروف بعد تأمل عميق في واقعنا ولم أجد ما اتشبث به لتحقيق حلم اليمنين في هذا التوقيت غير هذه النافذة المفتوحة صلاحا وخرابا لليمن وعليها