آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-07:45ص

من ميم شبوة تحية

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 10:59 ص
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


ان النزعة الاستبدادية الشمولية للقبيلة الواحدة، ارث بليد، يعود بنا قرون الى الخالف، الى ما قبل هوبز وعملة اللفياثان، الذي افترض فيه أن" الدولة تنشأ من عقد اجتماعي لضمان الأمن والنظام".  وجون لوك، الذي افترض." ان الدولة هدفها هو حماية هذه الحقوق والحريات".  وجان جاك روسو، الذي افترض في العقد الاجتماعي " أن الدولة تنشأ من عقد اجتماعي حيث يتنازل الأفراد عن بعض حقوقهم لصالح الإرادة العامة لتحقيق الحرية والمساواة". وايمانويل كانت، الذي أكد على "أهمية الحرية والعدالة كأساس للدولة القانونية". و جورج هيجل، الذي اعتبر أن "الدولة هي تجسيد للروح المطلقة وهي الأداة لتحقيق الحرية الفردية والجماعية من خلال النظام القانوني". وتلك القبيلة تفترض انها "صاحبة الحق الابدي في التربع على كل الكراسي وفي كل المستويات، وانها هي الحكومة و وهي الاشتراكي وهي المعارضة وهي ثورة ثورة يا جنوب، فمن أين نبدأ.

عندما تضع الجمعية الوطنية، من تصدره للناس انها سلطة التشريع وسلطة  إرساء مبادئ العدالة والمساوة والحرية، تحت سقف استبداد وشمولية القبيلة الواحدة، وتحت شعار الحرية والمساواة بالخط العريض، فهذا تناقض صارخ، لكن الأسوأ من ذلك ان هؤلاء(الجمعية الوطنية) قبلوا ذلك ويجتمعون تحت هذا السقف الشهر القادم تحت شعار من ميم شبوة تحية، ولا يوجد فيهم ثائر يقول هناك شي خطأ يجب تصحيحه.

 وهذا مؤشر خطير على ان القضية التي يحملونها في خطر، قال احد الفلاسفة: أنه من يستحوذ على سلطة وضع الدستور، يتحكم في انشائه ويوجه دينامية صياغته ووضعه، وتكمن خطورة هذه السلطة التأسيسية في أنها هي التي تضع السلطة الفرعية التي تتحكم في تعديل ومراجعة الدستور، فماذا ستكون النتيجة؟ إنها اخطأ تراكمية جسيمة، بدأت، عندما اجتمع الرفاق المتصارعين تحت قبة واحدة، تمثل الوصاية، فخرجوا لنا ببشارة مولودهم الجديد المسخ، ذاك النظام والدستور. وتكرر المشهد مع الرفاق تحت سقف دولة القبيلة في صنعا، والنتيجة كانت حكاية طويلة من المعاناة، والان تظهر ملامح انسجام مع جمهورية القبيلة ومع الرفاق في شبوة تجمع الكل تحت سقف واحد، تحت عنوان من ميم شبوة تحية، وتستمر المعاناة لهذا الشعب المطحون طحنا.