آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:58م

قشة الجمل التي نثرت السبحة، وبان المخبَّأ

الجمعة - 12 يوليو 2024 - الساعة 09:35 م
احمد مهدي سالم

بقلم: احمد مهدي سالم
- ارشيف الكاتب


قضية اختطاف المقدم على عشال الجعدني قضية حقوقية عادلة لا مجال للسخرية منها من قبل البعض المريض.. من حق أسرته وعشيرته ومنطقته وقبائله أن يطمئنوا على حياته.. يعود إليهم مع التعويض عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء هذا الإجرام القسري بالخطف والإخفاء.. ولأنها قضية عادلة، وقد حصلت مثلها كثيرات .. تضامن معها بالمئات والآلاف حتى من المناطق المحسوبة على الانتقالي.. والانتقالي وأجهزة الأمن المتواطئة ساكتون.. لم يعطوا ردًّا مقنعًا.. بتسليم المختطف عشال إلى أسرته، أو الإعلان عن تصفيته.. مما جعل كرة الثلج تكبر، ومساحة السخط تتسع كل يوم، وتُنبش قضايا اختطافات وتصفيات وإخفاء الجثث، وأهاليهم من سنوات.
كل يوم لهم متابعة عند معظم مسؤولي الأمن وأجهزة الانتقالي التي لطالما مارست الرعب، وزرعت القهر في النفوس، وفرضت السكوت المخيف.
جاءت قضية عشال مثل القشة التي قصمت ظهر الجمل بالنسبة لملفات الإخفاء القسري..نثرت السبحة و ساهمت في الكشف عن قضايا اختطافات عديدة، وتجرأ الأهالي والكتاب على الكتابة عنها، وفضح ممارسات عصابة الفوكسي الإجرامية التي أرهبت عدن ولحج وأبين.. من يدخل لأي سبب ما يخرج. وتتعذب عائلته في البحث عنه دون أن تجد ما يشفيه الغليل.
الغريب أن أسرة عشال الجعدني والوقائع والشخصيات المناصرة لقضيتها العادلة صُدموا بموقف الحكومة والانتقالي غير المبالي بهم، وغير المجيب على تساؤلاتهم المشروعة.. وين عشال؟! مما يجعل تراجعهم عن التصعيد والمليونية المزمع قيامها في منتصف الشهر الحالي فيه صعوبة وإحراج لهم.. لذا هم منطلقون في مطالبهم الحقوقية.. ويفترض بالحكومة وجهات الانتقالي أن تتحلى بالشجاعة والصدق وتواجههم بالحقيقة التي تعرفها جدتي من أول يوم، وهو أن عشال تمت تصفيته، وتناقش معهم جبر الضرر.. التعويض العادل، مع الالتزام بمحاكمة القتلة، وبذلك تكون قد سكبت ماءًا باردًا على الأتون المشتعل، وهدَّأت من غلواء ومطالب بعض المتشددين، ومشت الأمور على قاعدة تغليب مصلحة الوطن، وحماية النسيج المجتمعي الجنوبي من التآكل المخيف، وفوتت على الأعداء المتربصين استخدامها للأضرار بالوطن والشعب.