آخر تحديث :الثلاثاء-09 سبتمبر 2025-12:44م

آراء

بدمي ودموعي وابتسامتي

الخميس - 18 يوليو 2024 - الساعة 06:50 م

بقلم: محمد نجيب الظراسي
- ارشيف الكاتب

أنا الإنسان وبطبيعتي الدُّنيويَّة الغريزيَّة الأنانيَّة أتمنَّى الحياة الوافرة الزَّاخرة لي والعامرة بكلِّ ذلك الخير الَّذي لا ينضب تلك الحياة الَّتي لا أصادف فيها أيًّا من أنواع العناء والشَّقاء والأسىء بمعنًى أدقَّ أنا لا أريد أن أذق مرارة العيش المدقع فيها مطلقًا ولو لمرَّة واحدة في حياتيّ نعم هذا ما تمنَّيته ذات يوم أنا وذلك لاعتقاديّ الخاطَّىء والسَّائد حينها بأنَّ الحياة المشبعة بكلِّ ما تهفو إليه نفسيّ وتوفُّرها حياتي الرَّغيدة قد تضمَّن لي مطلق التَّمتُّع بالرَّاحة النَّفسيَّة والجسديَّة الَّتي اعتقدت لوهلة من الزَّمن المنقضي بأنَّها تتوفَّر إذا حصلت أنا على كلِّ ما تشتهيه نفسي في يوم من الأيَّام .
نعم هذا ما اعتقدته أنا وأعتقده ربَّما الغالبيَّة العظمى منَّا بأنَّ ثبات الحياة وإتباعها للمبدأ الرَّاكد في استقرارها وديمومتها يعد في المجمل جميل . لكنِّي أدركت ووجدت أنَّ الرَّاحة المطلقة الرَّاكدة ليست حياةً سعيدةً على الإطلاق السَّعادة ليست في ركود الوضع السَّعيد دومًا أو الحزين أبدًا ، إنَّ التَّعاقب له جمال فريد لايفهمة سوى البعض منَّا .
أنَّ الحقيقة تكمن بأنَّه ليست للحياة نكهة أو طعم ما لم نعيش في تقلُّباتها ومناكفاتها وتذبذباتها وصدماتها المستمرَّة وأفراحها المتقلِّبة دومًا علينا بل وبتعايش متفاوت لكلِّ مرحلة من تلك المراحل لنتكيَّف نحن معها ونتعلَّم العيش منها وفق ماتمليَّه علينا بإطارها وظروفها المنبثقة الجديدة حتَّى وإن تجلَّت لنا في صورتها الَّتي تظهر عكس النَّفس ومناها .
نعم الحياة حتَّى نتمكَّن من العيش في سحرها وجاذبيَّتها وجمالها الأخَّاذ عليها أن تمرَّ علينا أوَّلاً بالكثير والكثير من المعاناة وتتبدَّل فصولها الأربعة باستمرار حتَّى تتكشَّف لنا تدريجيًّا بكلِّ ذلك الألم وكافَّة صروفه من الدَّهر وكلِّ تبعاته لتعصرنا بحكمة ربَّانيَّة تدفعنا لاستخلاص مايسكن جوف أعماقنا المتجلِّية في سحر ذلك الرَّحيق .
لا شيَّ أحبَّتي يشبه دروس المعاناة القاسية الَّتي تشتعل في داخلنا وتتحوَّل إلى صراع نفسيّ مستمرّ نظل سنينا نعاني منها ومعها إلى أن نصل برُّ الأمان بعد صراع مثقل بدمائنا ودموعنا وابتساماتنا ولولا تلك المعاناة لما كنَّا وصلنا يومًا أحبَّتي إلى جمال النِّهايات الَّتي تشبه تلك القصص الجميلة الَّتي كانت تخبرني عنها جدَّتي الرَّاحلة (صالحة) وكانت فعلا نهايات سعيدة حين تجد تلك الفتاة البسيطة دائما أميرها الذي كتب لهما القدر أن يلتقيان سويا في سيناريو دراماتيكي نعم دائما ماكانت تجده في نهاية حكاية جدتي الراحلة (صالحة) .
وقس عليها أنت عزيزي القارىء من كل تلك القصص التي دائما ما كنت أشتاق لسحر نهايتها الجميلة حين كنت أنصت لقصص جدتي الراحلة (صالحة) وأنا مضطجع على ركبتيها وهي تتفنن جاذبية في سردها الشيق لي وأنا منصت بكل هدوء لها وكأن على رأسي الطير ولا أستطيع المقاطعه كيف أقاطع الراحلة (صالحة) حين كانت تدخل منطقتها الساحرة التي تجعلني أستمع وأنصت لها وأنا في قمة الإنجذاب لإسلوبها الساحر في شرح تلك القصص الخيالية التي تميزت بها كل جدة حنون أيام ذلك الزمن البسيط .
إن الدماء والدموع والإبتسامات نعم دمائنا التي نزفناها ودموعنا التي درفناها وإبتساماتنا التي قهقهت عاليا من الفرحة المنتظرة طويلا ذات صبر طويل هي تلك الخوارزميات التي سطرت واقعنا الجميل الذي نعيشه حاليا أو الذي سيتجلى لنا بالنهاية السعيدة ذات يوم.
هذة هي الحياه تبقى أبدا جميلة مهما قست علينا وتغير حالها من حال الى أسوء حال يجب علينا أن نكون صبورين لأنه الحكمة الشهيرة تقول دوام الحال من المحال ، اللهم لك الحمد والشكر دائما وأبدا في كل حال .