آخر تحديث :الأربعاء-30 يوليو 2025-11:22م

تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني على اليمن..الأبعاد والآثار

الخميس - 03 أكتوبر 2024 - الساعة 08:38 ص
سليم ثابت

بقلم: سليم ثابت
- ارشيف الكاتب


مثّل إغتيال حسن نصراللات زعيم حزب اللات في لبنان حدثا مفصليا في الصراع الإسرائيلي الإيراني، وتصعيد خطير قد يؤدي إلى إشعال المنطقة وتوسع دائرة الحرب، خصوصاً بعد الضربات التي وجهتها إيران لإسرائيل وبدء التوغل البري لجيش الكيان الاسرائيلي في جنوب لبنان، ومع هذا التصعيد الخطير مازال المشهد مبهما لدى الكثير من المتابعين؛ فبين من يرى بأن هناك تنسيق بين إيران وإسرائيل في المنطقة وأن هذه الضربات مجرد تجميل لوجه إيران المحروق أمام وكلائها في المنطقة، وبأن هناك تخادم واضح بين الكيان الصهيوني وإيران ؛ وبين من يستند إلى خلفية هذا الصراع ويرى بأن إيران دولة لها ارثها التاريخي واطماعها في المنطقة وبدأت تتوسع بالوكالة في مناطق إستراتيجية خارج حدودها وبما يجعلها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل كونها المشروع المنافس في المنطقة خصوصاً بعد سقوط أنظمة عربية وتراجع دور أنظمة حافظت على بقائها .

سعت إيران إلى دعم حزب اللات في جنوب لبنان وعززت نفوذها في سوريا ودعمت النظام السوري دعماً غير محدود في حربه ضد المعارضين له، وعملت على دعم وتسليح جماعات طائفية في العراق وذلك بهدف امتلاك قوى عسكرية برية على القرب من إسرائيل، وعملت على دعم حركة حماس نكاية بإسرائيل، كما أنها عملت على دعم جماعة أنصار اللات في اليمن بهدف السيطرة على البحر الأحمر واستخدامه كورقة ضد إسرائيل والقوى الدولية الداعمة لها متى ما أرادت ذلك .

وبالرغم من أن الصراع غير متكافئ بين إسرائيل وإيران من الناحية العسكرية والتكنولوجيا إلا أن إيران تتحرك في المنطقة وكأنها لاعب دولي كبير ، فقد استطاعت توصيل رسائل كثيرة لإسرائيل والدول الداعمة لها من خلال تحريك الحوثيين في البحر الاحمر وإعاقة طريق الملاحة الدولية، وهو ما جعلنا نقف على تداعيات هذا الصراع على الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية في اليمن.

- تداعيات الصراع على اليمن:

تعتبر إيران داعم رئيسي لجماعةالحوثيين في اليمن وتسعى إلى استخدامهم كورقة رابحة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من خلال الآتي:-

- إعاقة طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

- استهداف مصالح سعودية وامارتية، ومصالح أمريكية .

وذلك من خلال  تكثيف دعمها لجماعة أنصار الله ( مليشيات الحوثي) وتزويدهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة والالغام البحرية والأسلحة والخُبراء، وهو ما سينعكس سلباً على الأوضاع الأمنية  والعسكرية والسياسية في اليمن،وسيشكل تحدياً كبيراً لعملية السلام في اليمن،وسيضع المشهد اليمني أمام سيناريوهات كثيرة أبرزها:-

- سيناريو التصعيد العسكري:

الذي ستتصدره السعودية والإمارات وستقودا حرباً جديدة لدعم الشرعية وتحرير مناطق واقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي وتحرير صنعاء  .

- سيناريو إستمرار الأوضاع القائمة:وستسعى السعودية إلى مفاوضة الحوثي بعيداً عن الجهود الدولية الساعية لإحلال السلام وستستمر الأوضاع كما هي الآن مع وجود خروقات في الجبهات ونستند في هذا السيناريو إلى البرجماتية التي تتعامل بها القيادة الجديدة في المملكة العربية السعودية مع غالبية الملفات الأمنية والسياسية.