إن المرأة اليمنية وبالذات المرأة الجنوبية خاصة أولئك المؤطرات سياسيا يعانين معاناة مقيته من المركزية الذكورية وليس فقط قولبة دون المرأة بل تقييدها فكريا وحصرها في حدود مرسومه لا يجوز لها أن تتجاوزها والمؤسف ما يواجه هذه الممارسة من خنوع واستسلام ورضا بالتبعية العمياء دور تفكير بالخروج من الصندوق فكرا وممارسة ..
بالتالي مهما وجدنا من نساء يعملن ويسعين لتحقيق تغيير نوعي على مختلف الأصعدة لن يحظى بدعم قوي من القاعدة الشعبية النسائية التي نجدها تنصاع للمركزية الذكورية حتى اذا كان في حراك المرأة يحقق مكاسب للمرأة الجنوبية واليمنية عموما ..
لذلك سيستمر دور المرأة مغيب فعليا طالما صانعي القرار غير مؤمنين بشراكة المرأة للرجل في الحرب والسلم ، وكل ما يلحق بالمرأة والطفل من ضرر المرأة السياسية وقواعدها مسؤولين بالشراكة السلبية مع الرجل ، وإن كان ما سبق ليس صحيحا فعلينا أن نرى الإثبات من خلال التغيير الجذري في السياسات والممارسات لدى الأحزاب والمكونات السياسية خاصة أولئك الذين يمثلون الدولة الشرعية (قيادة المجلس الرئاسي) .
لا مكان للثرثرة والمقالات المضادة والتغييرات الديكورية أو السياسات الملتوية والشعارات الرنانة، الإثبات يحتاج إرادة سياسية على الصعيد الداخلي للأحزاب والمكونات السياسية أو الخارجي في مؤسسات الدولة وعمليات السلام، غير ذلك فهو تعبير ضمني واضح عن رفض حقيقي لمبدأ الشراكة وتكافؤ الفرص واحترام الحقوق والحريات .
د. هبة عيدروس