آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-12:26ص

ثلاث رسائل للحكومة والقيادات التربوية ورواد التعليم والمجتمع المحلي

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024 - الساعة 10:03 م
طاهر حنش احمد السعيدي

بقلم: طاهر حنش احمد السعيدي
- ارشيف الكاتب





الحمد لله الذي أنار عقول عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على المعلم الأول خير من ربى وعلم أمام الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

الأخوة الحاضرون جميعًا، كل باسمه وصفته،

أيها الحفل الكريم:

اسمحوا لي في البداية، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي المعلمين المكرمين، أن أحييكم وأشكركم على تلبية الدعوة لحضوركم في هذا اليوم الثاني عشر من أكتوبر للعام 2024م، للمشاركة في احتفالنا التكريمي المتواضع.


كما نشكر كل الأخوة في قيادات السلطات المحلية والمجلس الانتقالي ومكاتب التربية والتعليم للمديريات (رصد/سرار/سباح)، وكل من ساهم وساعد على نجاح هذا الحفل التكريمي وعلى اللفتة الكريمة المتواضعة والمبادرة الطيبة في الإعداد والترتيب والتنسيق لهذا الاستحقاق التكريمي التربوي لنا وللمعلمين البالغ عددهم عشرين معلمًا.


كما نتقدم بالشكر الخاص لراعي هذا الحفل، رجل الأعمال ورجل الخير والعطاء، الشيخ عبدالمجيد السعدي، الذي ساهم مشكورًا بتكريم المعلمين رواد وكوادر التربية والتعليم إلى جانب تكريمه للطلاب الأوائل على مستوى محافظة أبين بنتائج الثانوية العامة لمديريات رصد وسرار وسباح. والشكر أيضًا لمركز نور العلم بقيادة الدكتور عارف حسن نصيب الذي بذلوا قصارى جهدهم من خلال التنسيق والترتيب والتنظيم والاستضافة لهذا الحفل التكريمي وإنجاحه.

الحاضرون جميعًا:

كم نحن سعداء بهذا الاحتفال لعدد من كوادر ومعلمي ورواد التعليم على مستوى مدارس رصد، سرار، سباح، والذي أتى بعد تكريم دفعتين من المعلمين خلال العامين الماضيين لعدد 45 معلمًا. وهذا لم يتحقق إلا بعد دراسة وتدقيق وتنقيح وتدوين للشخصيات التربوية وفق أسس ومعايير تم الاتفاق عليها في منتدى القارة التربوي واستعرضها ونشرها عبر الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي.


بالنسبة للمعلمين المكرمين في هذا اليوم، نعتقد أن العديد منكم قد تابع من خلال منتدى القارة التربوي أثناء نشر السير الذاتية والمداخلات القيمة المقدمة من أعضاء المنتدى. واتضح جليًا بما لا يدع مجالًا للشك بأن معظم هؤلاء، إن لم يكن جميعهم، كانوا من ضمن أول الدفع التي التحقت بالدراسة للتعليم النظامي بمدارس مناطق يافع بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، وبعد أن سبق وتعلموا بالمعلامات (الكتاتيب) لتحفيظ القرآن الكريم مطلع الستينات من القرن الماضي في عهد (حكومة الاتحاد) للجنوب العربي أثناء وجود الاستعمار البريطاني في عدن. وتعتبر هذه الدفعة أيضًا من أول مخرجات مدارس المنطقة التي تم توظيفهم للعمل معلمين بمدارس المنطقة للعام 1975م، وأثبتوا جدارتهم من خلال عملهم الميداني بالمدارس بالتفاني والإخلاص للعمل والارتباط المباشر ميدانيًا طيلة فترة خدماتهم. قدموا كل ما استطاعوا من جهد ووقت، وما يربطهم بهذا العمل ليس راتبًا أو حافزًا يأتي نهاية الشهر بل حب وانتماء وولاء، جسدوه بالحضور الفعلي المباشر في العمل الميداني وتحملوا عناء التنقل والعمل بالعديد من مدارس المديريات. كما أن البعض منهم اشترك بالإشراف والمتابعة لأعمال المعلمين والإدارات المدرسية ومتابعة كافة مجريات التغيير بالمناهج التعليمية (الابتدائي والإعدادي والموحد والأساسي)، وما ترتب عليها من طرق وأساليب التدريس الحديثة وأسس التربية وعلم النفس، إضافة إلى الاهتمام بمختلف الأعمال والأنشطة التربوية. كما أن معظمهم ممن واكب التطورات ورفع مستواه الدراسي. وهذا الجهد والعطاء ليس الهدف منه البحث عن الشهرة أو كسب المال أو هدف التكريم، الذي لم نفكر فيه أبداً.

أيها الحفل الكريم:

إن هذا الاستحقاق الذي أتى بفضل من الله ومن الخيرين الذين يقدرون طبيعة وحجم العمل المتميز والمبذول بعد مرور 14 عامًا من الإحالة للمعاش التقاعدي، سيبقى خالدًا في الوجدان ونعتبره رسالة تربوية واستحقاق تربوي يفترض أن يناله كل تربوي مخلص ومتفانٍ في عمله. كما أنني أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل من ساهم وساعد وتجاوب وشجع على تكريمي الخاص الحاصل عليه هذا اليوم، ونعتبر هذا التكريم وسامًا على صدورنا وتاجًا على رؤوسنا، كما نعتبره جرعة منشطة لبذل المزيد من العطاء نقدمه لكل الباحثين والمهتمين بالشأن التربوي والتعليمي. رغم أن حالات الملل والسأم قد أصابت الكثير ممن لا يزالون في العمل.


ومما يؤسفنا أن هذه الدفعة، بعد كل هذا العطاء والجهد وبعد الإحالة للمعاش التقاعدي عام 2010م ورحيل 6 منهم إلى دار الآخرة، قد أُحرمت من استراتيجية الأجور والتسويات والعلاوات السنوية التي منحت للمعلمين بعد شهر من تقاعدهم. وهنا نجدها فرصة من خلال هذا الاحتفال التكريمي لنبعث ثلاث رسائل:


الرسالة الأولى:

لوزارة التربية والمالية والخدمة المدنية على ضرورة إعادة النظر في مستحقات كل المتقاعدين التربويين ما قبل 2012م ومنحهم كافة حقوقهم المستحقة، بحيث أن رواتب معظمهم لا تتجاوز 120,000 الف ﷼، علمًا بأن بقية المحافظات المحررة لم تحل توظيفات هذه الأعوام للتأمينات عدا محافظة أبين.


الرسالة الثانية:

للكوادر والقيادات التربوية ورواد التعليم المحالين للمعاش التقاعدي على ضرورة التنسيق والتشاور وتدوين المذكرات المتعلقة بخبراتهم التراكمية طيلة فترة عملهم التربوي للاستفادة منها من خلال نقلها للمعلمين المبتدئين وتدوين كل ما يمكن من ذلك بهدف التوثيق والأرشفة.


الرسالة الثالثة:

للمجتمع المحلي ممثلًا باللجان المجتمعية والجهات التربوية والداعمين على مستوى المدارس والمناطق التعليمية. نطالبهم بضرورة العمل على التوعية الاجتماعية لمحاولة خلق ثقافة مجتمعية تربوية تهدف إلى تعزيز دور الأسرة بالمدرسة وتقليص دور البيئة الذي يكاد أن يطغى دوره على المدرسة والأسرة، وكذلك إعطاء أهمية لضرورة متابعة الأداء للعمل بالمدارس وتقييمه وتفعيل نشاط دور التوجيه التربوي والتقييم المستمر للعمل واستقلال المشاركة المجتمعية استقلالًا جيدًا تحت شعار (كيف نستفيد من دعم المجتمع لا كيف نصرفه). كما يتطلب منهم العمل بقدر الإمكان على المساهمة في التكريم السنوي على مستوى المناطق التعليمية أو المديريات لأفضل معلم وأسر مهتمة بالتعليم ولأقدم وأنشط المعلمين وفق أسس ومعايير دقيقة يتم تحديدها والاتفاق عليها.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.