في خطوة جريئة لدعم جهود الحكم الذاتي في حضرموت، أعلن تيار ميفعة تأييده الكامل لمؤتمر حضرموت الجامع في التحركات التصعيدية الأخيرة، والتي تهدف إلى تمكين حضرموت من إدارة شؤونها وتعزيز سلطتها المحلية، واكد انه على اتصال مستمر بمؤتمر حضرموت الجامع، لأدراج ميفعة ضمن المناطق المؤيدة كجزء من حضرموت.
وتأتي هذه الخطوة من تيار ميفعة كاستجابة للتطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة في حضرموت واليمن بشكل عام، حيث يشعر سكان حضرموت وميفعة بتهميش طويل الأمد، منذ الدولة الاشتراكية في عدن ودولة القبيلة في صنعا، حيث تم حرمانهم من الاستفادة من مواردهم. منذ ما يقارب مائة عام، ويتبنى تيار ميفعة إلى جانب مؤتمر حضرموت الجامع، رؤية سياسية واقتصادية تهدف إلى تعزيز التنمية في المنطقة وتحقيق الاستقرار، على أن يتم ذلك من خلال نظام حكم ذاتي يمنح حضرموت بما فيها ميفعة سيطرة أكبر على مواردها وقراراتها الإدارية.
يؤكد قادة تيار ميفعة أن دعمهم لمؤتمر حضرموت الجامع ينبع من إيمانهم بأن الحكم الذاتي يمثل الحل الأمثل لضمان الاستقرار في حضرموت وميفعة وتحقيق تطلعات أبنائها في التنمية وتحسين الأوضاع المعيشية، وبهذا الصدد يوجهون دعوة الى الأمين العام المساعد رئيس مكتب مؤتمر حضرموت الجامع بالوادي والصحراء المستشار القانوني صالح عبد القادر التميمي، بدعم مشروع التحاق ميفعة بحضرموت. ويشيرون إلى أن الحكم الذاتي ستوفر لحضرموت فرصة تنظيم أمورها الداخلية، بعيدًا عن التأثيرات السلبية للسلطات المركزية المتناحرة في صنعاء وعدن.
وتشمل مطالب الحكم الذاتي إقامة نظام حكم يمكّن السلطات الحضرمية التنفيذية والقضائية والبرلمانية من اتخاذ القرارات بشأن مستقبل حضرموت وتنميتها، وتخصيص موارد حضرموت لصالح سكانها، وتحقيق العدالة في توزيع الثروات بين ولايات حضرموت.
لاقى إعلان تيار ميفعة تأييد مؤتمر حضرموت الجامع ترحيبًا واسعًا من قبل الفعاليات الاجتماعية والسياسية في ميفعة. وأعرب العديد من الناشطين والمواطنين عن دعمهم لهذه الخطوة، معتبرين إياها فرصة تاريخية لعودة ميفعة لمكانها الطبيعي في حضرموت، منذ قيام الاشتراكية التعيسة بفصلها والحاقها بالمحافظة الرابعة، وفرصة تاريخية للاستفادة من ثروات ميفعة لتحسين الوضع المعيشي والبنية التحتية، خاصة في ظل التدهور الحاد وتراجع الخدمات العامة، بسبب أسلوب حكم القبيلة.
ويرى أبناء ميفعة ان التأييد يعكس تنامي شعور سكان ميفعة بضرورة السعي نحو استقلالية إدارية كاملة عن محافظة شبوة، والتحاق بحضرموت، كضمانة وحيدة تتيح لهم ممارسة حكم محلي في ميفعة داخل إطار حضرموت يعبر عن تطلعاتهم.
يعد مؤتمر حضرموت الجامع أحد أبرز الكيانات السياسية في المحافظة، وقد دعا مؤخرًا إلى خطوات تصعيدية تشمل تنظيم احتجاجات سلمية ولقاءات مع قيادات الدولة، بغية التأكيد على حقوق حضرموت وضرورة الاعتراف بحكمها الذاتي كجزء من الحل السياسي في اليمن. ويطالب المؤتمر بضرورة استفادة حضرموت كاملا من عائدات الموارد المحلية، خاصة النفطية، لدعم التنمية المحلية في المحافظة.
وكان قد أكد المؤتمر أن التصعيده يسير وفق نهج سلمي وأنه يتطلع إلى حوار بناء مع الحكومة المركزية لإيجاد حلول تكفل حق حضرموت في الحكم الذاتي، مشددًا على أن تحقيق الاستقرار في حضرموت يمثل خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار الشامل في المنطقة، ويرى كثيرون انه بخروج حضرموت في شكل حكم ذاتي، ستنتهي المشاريع المتصادمة الأطراف المتصارعة في الساحة اليمنية.
وفي ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتواصلة، يشكل دعم تيار ميفعة لمؤتمر حضرموت الجامع تحركًا حاسمًا نحو تحقيق الحكم المحلي في ميفعة في إطار حضرموت الكبرى حيث يعتبره الكثيرون خطوة نحو تعزيز التنمية المحلية وتحسين الأوضاع المعيشية..