نقف حاليا أمام خيارين أحلاهما مر ، فنحن نعيش وسط دوامه لا تنتهي من ارتفاع الاسعار ، تأخذ بحالنا شيئا فشيئا نحو المجاعة ، في الوقت الذي نعيش فيه على راتب يحمل اسم كبير ولكن في الواقع لا يكفي هذا الراتب سوى لأيام معدودات ولسان حالنا عند استقبال الراتب يقول أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي ابدا ، والعجيب بأننا ننتظر هذا الراتب بصبر بعد أن نفضت الديون كل مدخراتنا من أوراق البنكنوت ، وبدلا من أن يكون يوم الراتب يوم فرحة لنا أصبح يوم الراتب يوم غبطه و فرح لأصحاب البقالات والصيدليات وبائعي الخضار ، والذين يبادرون فورا في تصفير حساباتنا في دفاترهم تمهيدا لحساب جديد ، ومهما ما سلكنا من طرق التفافيه للوصول إلى البيت بعيدا عن أعين أصحاب البقالات إلا أننا نجد أنفسنا مكرهين مارين من أمام البقالات فاختيار موقع البقالة من علامات ذكاء التاجر ، وما يتبقى من الراتب يلتهمه المؤجر والذي أصبح يتأفف من الريال اليمني ويطالب الايجار كاملا بالريال السعودي بغض النظر عن قيمته ، لتجد نفسك مهرولا الى المنزل وانت تصوصوا مثل العصفور الجريح بعد أن كنت قبل ساعه تزار بصوت عالي كالأسد الهائج عند استلام الراتب .
لا ادري ماذا يأكل الناس حاليا ، فصانونا الهواء قد أصبحت لدى بعض الأسر ترف لا تستطيع تحمل تكاليفه ، بل إن بعض الأسر أصبحت تعيش على وجبة واحدة في محاولة للاكتفاء الذاتي ،في الوقت الذي أصبحت كروش معالي الوزراء قد تجاوزت المقاييس الدولية المعتمدة للكروش على الأقل وفقا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية ، ما يطرحنا أرضا هو السؤال التالي هل ستقوم الحكومة بإصلاح الرواتب؟ أو أن الحكومة لازالت لا تصدق بأن الجوع قد أصاب الناس فهي في انتظار أن تعلن الأمم المتحدة بان بلادنا قد أصبحت مذعورة تقع تحت خط الجوع حتى تنتظر دعوى كريمة لمؤتمر المانحين في سبيل الحصول على كسرة خبز نسكت بها شدة جوع الجائعين مع إصرار هذه الحكومة بحسب ما اعتادت عليه على أن يتم توزيع هذا الفتات حصرا عبرها ، وعلى مراحل ، تبدا بإثبات انك جائع ومحتاج من خلال حكم قضائي نهائي وبات من احدى المحاكم تم انتظار فرق التفتيش الميدانية والتي ستقوم بزيارتك إلى المنزل لأجل إحصاء عدد أفراد الأسرة المقيمين فعليا في المنزل مع تدوين احتياجات الأسرة من الطلبات تم المرحلة الأخيرة تظل الحكومة غارقة في فوضى مع الروتين الإداري في سبيل إيصال كسرة الخبز بسرعه اليك قبل ان يصل إليك الكفن .