آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-11:04م

كيف للجامعات الجنوبية أن تواجه فساد الحكومات

السبت - 30 نوفمبر 2024 - الساعة 10:48 م
بلعيد صالح محمد

بقلم: بلعيد صالح محمد
- ارشيف الكاتب



بلعيد صالح محمد


يعاني المجتمع الأكاديمي في الجنوب من تحدياتٍ كبيرة بسبب فساد الحكومات المتعاقبة وغياب الحقوق الاقتصادية ناهيك عن الحقوق الأخرى، وتتجلى هنا أهمية الحراك الأكاديمي كأداة حيوية للتغيير والمطالبة بالحقوق، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها الأكاديميون في هذا البلد يبقى الأمل في التغيير شعلة لا تنطفئ، حتى في ظل كثافة السلبية التي تهيمن على المشهد.، و تكمن القوة الحقيقية في الإرادة الصلبة، والشجاعة النادرة التي لا تزال موجودة في النفوس، لكنها بحاجة إلى دعم وتضامن أكبر لتحدي الفساد المستشري.


تتمثل المعضلة الكبرى في الأوضاع الاقتصادية المزريّة للأكاديميين، الذين يعانون من تدني الأجور، وتجاهل الحقوق الأساسية لهم، بالإضافة إلى التهميش المستمر من قبل الحكومات المتعاقبة. وهنا يبرز دور الحراك الأكاديمي الذي يدعو إلى التعبير عن المطالب الحقوقية والمشاركة الفعالة من أجل تحسين الظروف الأكاديمية وتحقيق العدالة الاجتماعية. إلا أن التحدي الأبرز في هذه الحركات يتمثل في السلبية التي تُسيطر على كثير من الأفراد، حيث يفضل البعض إيثار السلامة وتفادي المجازفة بظنهم، مع علمهم بأن السكوت قد يؤدي إلى مزيد من الانحدار في الأوضاع.


السلبية التي تسود أحياناً في صفوف الأكاديميين لا تمثل فشلاً فردياً، بل هي نتيجة لبيئة سياسية واقتصادية مثبطة؛ حيث يُنظر إلى أي حراك معارض باعتباره تهديداً للسلامة الشخصية. ومن ثم، تتعطل أي محاولة جادة للتغيير، حيث تصبح المبادرات الأكاديمية مهددة بالتراجع تفادياً للعواقب. ومع ذلك، ينبغي التأكيد على أن الحراك الأكاديمي يحتاج إلى شجاعة تتغلب على الخوف وتلهب فتيل التغيير وتحفز الآخرين على الانضمام إلى معركة الحقوق.


غير أن هناك حقيقة مريرة يجب أن نعترف بها؛ وهي ضعف الإخلاص في بعض صفوف الأكاديميين، في ظل تباين المصالح الشخصية والجماعية هذه المصالح المتباينة تُسهم في تشتيت الجهود وتضعف فعالية الحركات النقابية والأكاديمية في مواجهة الفساد؛ فبدلاً من أن تُوجّه الطاقات نحو هدف واحد مشترك، نجد أن التباين في الأهداف والمواقف يعطل الحراك ويجعله عرضة للتفكك والضعف.


ورغم هذه التحديات، لا يزال هناك أمل في إمكانية تحقيق التغيير و إعادة بناء الهيئات النقابية والأكاديمية، وتشكيل قيادة موحدة قادرة على مواجهة فساد الحكومات وتعزيز الحقوق الأكاديمية. يجب العمل على تأسيس هيئات أكاديمية ذات مصداقية، تقود حراك أكاديمي فعال وتواجه بكل قوة الفساد الإداري والسياسي الذي يثقل كاهل الحكومة وهذه القيادة، كي تكون فعّالة، لا بد أن تتحلى بالشجاعة، والاستقلالية، والمصداقية، وأن تكون مؤمنة بمسؤوليتها تجاه الأجيال القواعد الأكاديمية


نعم ،إن الطريق أمام الحراك الأكاديمي طويل وصعب، لكنه ليس مستحيلاً. فالأمل في التغيير يبقى حياً في القلوب التي تؤمن بأن العلم هو سلاح المستقبل. وفي ضوء هذه الإرادة، يجب أن يستمر العمل على تصحيح الأوضاع الأكاديمية وتعزيز الوعي بين الأكاديميين في مواجهة الفساد. لن يكون هذا الطريق خالياً من التحديات، لكنه في النهاية يظل أملًا مشرقًا، قد يقود الجامعات الجنوبية إلى استعادة الدور المناط بها ويؤسس لمرحلة جديدة من التقدم العلمي والعدالة الاجتماعية.