آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

دعوة لإنقاذ ما تبقى من رجولة.

الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - الساعة 11:27 م
القاضي عبدالناصر سنيد

بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


الرجل كلمة تشد بها الجبال، فهذه الكلمة لها معنى واسع يشمل الجد ،الاب ، الاخ ، العم ، الخال الذين هم السند والعزوة الذي يتكئ عليهم في وقت الشدائد فهم السد المنيع الذي تتكسر الأمواج على ضخامتها عند حافة جدرانه .

الرجولة كلمه وفعل يرتفع به الرجال لها صفات خاصه لن تجدها سوى في القليل من الشباب على اعتبار بأن الشباب في هذا الزمن قد أصبحوا أكثر ليونة وفي بعض الأحيان أكثر أنوثه حتى من النساء ، أما الرجوله بمعناها الأنيق عباره عن سلوك وقد صنف الفقهاء مثل هذا السلوك بأنه إظهار القوه عند الدفاع عن النفس أو حماية الضعيف أو إظهار الكرم ولو على حساب النفس أو المواقف في نصرة الحق عندما تقتضي الضرورات مثل هكذا مواقف ، في حين أن ما دون ذلك يبقى عباره عن ذكر مثل غيره من الذكور لا يظهر الا باللباس الأنيق والصوت الجهير و لكن في ذات الوقت لا يزال يظهر بسلوك يقف على النقيض تماما من الرجولة بمفهومها الشرعي ، فقد انتشرت في أوساط الشباب مفاهيم جديده لمعنى الرجولة ما انزل الله بها من سلطان من خلال ارتداء لباس وفق اخر صيحات الموضة منه ما هو مقطوع في أماكن خاصه ومنه ما هو مزرور مثل ملابس الجينز تلبية لآخر خطوط الموضة وقصات الشعر الغريبة و الذي تشبه نوعا ما شجرة الصبار ، اضافة الى استخدام نبرات عالية ومزعجه من أصوات الاغاني اثناء قيادة السيارات كنوع من المزاج ، ما يميز هؤلاء الشباب بأنهم يستخدمون مفردات غريبه مثل هامبو مع استخدام حركات غريبه اثناء الضحك وكان الشاب قد اصيب فجاءه بنوبه حاده من نوبات الصرع ونحن نشاهد ما يحدث لهذا الجيل ونتساءل من هو المسئول الذي اوصل هذه الأجيال إلى هذا المستوى المتردي من الأخلاق؟

ما حدث هو غزو ثقافي غربي ممنهج استهدف الشباب فقد كانت الدول الغربية وعلى مدار السنوات تعمل بصبر وصمت حتى تصل إلى هذا الهدف عبر تمويل عشرات القنوات الفضائية ما بين غناء ورقص ومسلسلات لإيصال مايسمونه ثقافه واصبح الشباب والشابات يقلدون كل ما تحمله هذه التفهات باعتبارها تطور وتمثل اخر صيحه من صيحات الموضه لقد وصل شبابنا بهذا التقليد الى مرحله الإدمان والاعتقاد بأن هذا التقليد سوف يجعل منهم كيوت كما يقولون ، التقليد الصحي باعتقادنا هو بمنافسة و تقليد الغرب في مضمار العلم وفي نقل كل التقنيات التي تحمل جديدا يسهم في رفع مستوى الحياة في البلاد ، والمساهمة في نقل صوره حضاريه جميله عن تاريخ البلاد وتقديم صوره حيه عن أخلاق وعادات مجتمعنا والذي ترفع الراس.

لازلت إلى اليوم ارفع القبعة احتراما وتقديرا لجمهورية اليمن الديمقراطية عندما انتشرت في سبعينات القرن الماضي موضة أو بالأصح وباء التشارلستون وتسريحة الافروا ، أمام انتشار هذه الظاهرة تحركت الدولة وكانت تمزق سروال كل من تجد من الشباب وهو يرتدي التشارلستون وكانت تحلق نصف صلعه كل من تجد من الشباب وهو يتزين بتسريحة الافروا ، أسفر هذا التدخل الصارم من قبل الدولة إلى اختفاء موضة التشارلستون و تسريحة الافروا ننتظر من هذه الدولة مكافحة هذه الظاهرة بذات القوه التي قامت بها جمهورية اليمن الديمقراطية لأجل استعادة رجولة الشباب.