دخلت سجن مدينة الصالح مره في زيارة خاطفة ضمن ركاب الباص الذي كنت مسافر عليه من التربة الى صنعاء سنة 2017 بعد ان اخذونا من نقطة الحوبان في حالة اشتباه جماعية
وجلسوا يحققوا معنا ؛ على واحد واحد ؛ قرابة ساعة كاملة شفت فيها وانا انتظر دوري للتحقيق ؛ اكواما كبيرة من المساجين المكدسين في غرف مغلقة ؛ وكأنهم دجاج متوالفة في صناديق معروضة امام الزوار الجدد للمدينة الموحشة التي اصبحت اكبر تجمعا للمقهورين؛ في منظر تسلطي مهين ومؤذ للنفس وللكرامة الإنسانية.
ولولا اني تمكنت حينها من استراق فرصة سريعة اخذت جوالي فيها وطلبت رقم صديقي القديم القاضي"احمد أمين المساوى" الذي كان قد اصبح واحدا من قيادات الحوسة واخبرته بأني محتجز بمدينة الصالح ضمن ركاب الباص الذين لايزال التحقيق جار معهم ؛ وتكرم الصديق من موقعه القيادي واجرى اتصال سريع انفرجت من بعده اسارير وجهي انا وجميع ركاب الحافلة بعد ان تم اطلاق سراحنا جميعا لعدم وجود أي شبهة حول جميع ركاب الباص ؛ والا الفات اني دخلت القفص البغيض.
قال لي المساوى حينها ؛وهو الان محافظ تعز من جانب الحوسة " من اجل عين تكرم الف عين " في اشارة دعابية منه الى انهم اخلوا سبيل الجميع من اجلي انا !
غادرته يومها وانا احمل له جميل تلك اللحظة الصعبة بينما كانت صور المساجين المتكدسين داخل غرف المدينة "المعتقل " لاتزال عالقة في عيوني كأبشع منظر استبدادي مثير لمشاعر القهر ولمشاعر البغضاء ضد هذه الجماعة الاستبداية السلالية التي انخرط فيها ناس جيدين ماكان ينبغي عليهم ان يكونوا هناك .
وفي يقيني الشخصي عموما فان هذا المعتقل البغيض " سجن مدينة الصالح " سيكرر بسقوطه في وقت قريب ؛ سيرة سجن الباستيل الذي كان له فضل الشرارة الأولى للثورة الفرنسية.