محمد الخامري
مباركٌ لأشقائنا في سوريا اكتمال إرادتهم، وانتصارهم على من سامهم سوء العذاب كحاكم ديكتاتور، وأسرة فاسدة حكمتهم لأكثر من 54 سنة بالحديد والنار..
📌 ومع سعادتي بهذا الانتصار، ومباركتي لاخواني واصدقائي السوريين، إلا ان لديّ بعض المخاوف التي اسجلها هنا للتاريخ، وأسأل الله أن تكون مجرد مخاوف لاتتحقق..
📌 معروف ان قائد هيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني شخصية جهادية تنقل بين التنظيمات الإسلامية المسلحة منذ وقت مبكر من حياته، بل وصل إلى الصف الأول من قياداتها؛ حتى صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كإرهـابي عالمي، وأعلنت عن مكافأةٍ قدرها 10 ملايين دولار لكل من يُدلي بمعلومات تؤدّي إلى القبض عليه..!!
📌 لقب الجولاني مُشتقّ من هضبة الجولان التي تعود اصول عائلته إليها، وهي الهضبة التي احتلها الكيان الصهيوني خلال حرب 1967، والتي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس انهيار اتفاق 1974 بشأنها، وأمر بالاستيلاء على المنطقة العازلة بين البلدين، وأعلن حالة الطوارئ هناك، واتخذ عدة إجراءات سريعة وفورية بتعزيز انتشار الجيش في المناطق الزراعية الواسعة، واعلانها منطقة عسكرية مغلقة ومنع الدخول إليها ووضع الحواجز على الطرقات الرئيسية هناك، وألغى التعليم في معظم تلك المنطقة من أقصى جبل الشيخ إلى جنوب الجولان وطبريا.
📌 أرىٰ شخصياً ان هذه الخطوات الاستفزازية غير المشروعة عرفا وقانونا، ماهي الا ترمومتر إسرائيلي امريكي مستعجل لقياس ردة فعل الحكام الجدد لسوريا بقيادة الجولاني، والتعامل معهم وفقاً لذلك.. لو صمتوا وبلعوا ألسنتهم وسلموا الجولان لإسرائيل سيتم مباركة حكمهم ودعمهم لحكم سوريا، وان رفضوا واتخذوا أي إجراء ضدها مهما كان دبلوماسيا او ضعيفاً؛ فالرد جاهز وستعلن الحرب ضدهم من امريكا وإسرائيل والانظمة العربية التابعة لهم؛ بمبرر إنقاذ سوريا من الإرهابيين (الدواعش) حسب تصنيفهم السابق لهم، وستدخل سوريا في نفق مظلم سيستمر لعشرات السنين على الأقل..!!.
📌 أسأل الله أن اكون مخطئاً وان يستطبع الأشقاء السوريين بالتعاون مع عقلاء الأمة في العالم العربي والإسلامي من تجاوز هذا الاختبار الصعب والمصيدة المكيدة بأخف الأضرار، وان تعود سوريا رقم صحيح في معادلة استقرار الشرق الأوسط وخط الدفاع الأول عنه..
