آخر تحديث :الأربعاء-02 يوليو 2025-02:14ص

هل أصبحت أجهزة التنصت في المنطقة وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية؟

الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 - الساعة 11:25 ص
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب


هي أعمالكم سترد إليكم.... فلا تجزعوا.

فمن انشغل بغير أهله انشغل بأهله غيره، ومن تتبع مساوئ القوم أظهر الله للقوم سوءته؛ فستدانون كما تدينون وجزاؤكم من صنف أعمالكم...

ازهد وتعفف يا تاجر القماش؛ فلو زدت لزاد السقا.

الوسيلة تبررها الغاية، ذلك شعار

الانتهازيين الذين لا يبنون المجتمعات ولا يصنعون الحضارة. يركبون كل مطية ويسلكون كل درب ليصلوا؛ فكيما تكون الوسيلة، قويمة أو معوجة، رفيعة أودنيئة سيمضون.


في منطقتنا صارت أجهزة التنصت وسيلة للانتقام وأداة لتصفية الحسابات الشخصية. تصبرنا كثيراً وحاولنا مراراً غض الطرف ولكن الأمر تجاوز كل معقول وتخطى كل منطق وفاض عن حده؛ فكان تعدياً سافراً لحياة الأفراد وانتهاكاً صارخاً لخصوصيتهم؛ ولم يعد لدي بد من مخر عبابه ونسف ضبابه مهما ارتفعت الضريبة وكلف الثمن.


فقد أسند الأمر إلى غير أهله من فاقدي الأمانة، وعديمي المروءة في استخدام أجهزة التنصت تحت إشراف فردي، فتتبعوا المحادثات والنقاشات التي تحدث بين الآخرين من الشخصيات المجتمعية في المنطقة، وهذا الفعل مرفوض دينياً وقانونياً وأخلاقياً.


الغرض الرئيس من إدخال هذه الأجهزة إلى المنطقة هو التنصت على (التنظيم) والكشف عن خططهم ولكن -للأسف- تبدل الحال وتغير مسار العملية وهدفها؛ فأساؤوا استخدام تلك الأجهزة وكيفوها على طريقتهم وهواهم، فصاروا يتنصتون على المواطنين بطرق مخالفة للشرع والقانون والعرف.


أخي المواطن الشريف، نعلم جميعنا أن الخصوصية دائماً تتوفر في المحادثات التليفونية، فالتليفون واحد من مستودعات الحياة الخاصة شأنه شأن المنزل والمكتب، ومجرد الاطلاع على ما يدور من خلاله يعتبر تجاوزاً لخصوصية الناس وتتبعاً لعوراتهم، لذلك فعميلة التنصت تحتاج أمراً قانونياً تنظيمياً، وتتطلب إذناً قضائيا سابقاً، غير أنها اليوم أخذت شكلاً فوضوياً فتحولت فقط لتصفية الحسابات الشخصية. وهذا فعل مشين وإثم عظيم ، وطريقة منحرفة تعكس انحراف ممتهنيها.


إضاءة..

لنفترض أن تلك الأجهزة استخدمت بالشكل الصحيح تحت إشراف فريق عسكري صارم متدرب ومنظم متصل بالقضاء والجهات الأمنية العليا، ما كان وصل حال المنطقة اليوم إلى هذا الدمار في المباني والطرقات وإلى تلك الخسائر المادية والبشرية.


يقول ﷺ يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.