أن الشوط الطويل الذي قطعه تيار ميفعة نحو استكمال مشروع خروج ميفعة (المديريات الجنوبية) من هيمنة محافظة شبوه، والتحاقها في المرحلة الثانية من هذا المشروع السياسي بحضرموت. كنتيجة حتمية واقعة لا محالة، ولا تقبل المساومة، هذا الشوط الكبير، أربك حسابات الاطراف الاخرى التي انتشرت في شبوة في مهمة اسموها تعزيز الاصطفاف، وتقديم الوعود والابتسامة في صورة تشبه مهمة تلاميذ لينين وماركس عندما انتشروا آنذاك في شبوة يعلمون الجياع في الوادي والجبل والصحراء مقولة ماركس عن دور البروليتاريا غير الملوثة بالملكية الخاصة والقادرة على العمل الثوري، يتفلسفون بمقولة انت جائع إذا أنت بروليتاري. تلاميذ ماركس لا يحرثون ولا يرعون الأغنام، لكن كانت مخازنهم مليئة بالطعام، ثم استلموا ثمن الصفقة في باب اليمن ليصبحوا من كبار البرجوازيين ، هؤلاء أيضا سيغادرون الى الخليج بعد هذه المهمة، وسيبقى طابور طويل يتضور جوعا وسيلتحق بطابور البروليتاريا السابق الذي لم يحالفه الحظ الى الان بالنهوض من صدمة الجوع. كل ما في الامر ان صوت ميفعة كان قويا فحدث هذا الانتشار اما غير ذلك فهي خدع بصرية واوهام وشماعة العدو الخارجي الذي اراد تجويع شعب الجنوب. ان الحديث عن أزمات أو افتعال قضايا ثانوية هو لتشتيت انتباه الناس عن القضايا الحقيقية، وعن مشاكلهم الأساسية. كل ذلك جانب وزميلي باكريت جانب اخر، فقضية المهرة ثم دولة حضرموت، ستغير اتجاهاته يوما ما.
ان مشروع اخراج ميفعة من هيمنة محافظة شبوة ليس مشروعا عدائيا ضد أحد، انما هي رغبة شعبية في التنظيم وبأسلوب حضاري، سيكون المفتاح للنجاح والتقدم والرقي، انه بانتزاع استقلال ميفعة سيتم الاتجاه للبناء والتنمية، بالاعتماد على التخطيط الاستراتيجي، والتعاون المجتمعي، وتمكين المجتمع من حقوقه.
ان تيار ميفعه استطاع ان يعزز الهوية المحلية بتوثيق ونشر تاريخ ميفعة ودورها كجزء من حضرموت. لقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا عظيما في تنظيم الفعاليات وحلقات النقاش على كل الأصعدة.