لاشك أن ما يمر به التعليم في بلدنا ، يعد مشكلة كبيرة على حاضرة المستقبل والاجيال القادمة ، والتعليم ظل يعاني بل اكثر مما كان في السابق ، ولان التعليم يعتبر من أهم القضايا التى تواجه الدولة ، لأهمية دوره المهم في بناء الجيل والمجتمع ، بل هو حجر البناء الاولى لمستقبل الدوله القادمة .
لكن ما يحدث في واقعنا الحالي ، من متغيرات كثيرة أدت الى تدنئ كبير في مستوى التعليم ، ورغم ما يعانية التعليم من ضعف وقلة الامكانيات ، الا أنه لايمر عام دون اضراب وتوقف المسيرة التعليمية ، نحن ندرك جيدا ما يعانيه المعلم من سوء المعيشة وغلاء الاسعار المخيف، بمعاش زهيد لايكفي متطلبات الحياة الكريمة للمعلم ، الا ان ذلك لايبرر وقف التعليم ، وتعطيل مسار الامه ، لاجل قضايا يمكن حلها ، دون المساس بوقف العمليه التعليميه ، لان التعليم العام يعتبر من اهم القضايا المهمة في الدولة، لأن التعليم هو المستقبل وهو البناء والتنمية . فإذا اردت ان تهدم أمة فأوقف التعليم فيها . ان اللجوء إلى الاضراب العام في مثل هذه الظروف دون الاحساس بالمعيار الأخلاقي و الشرف المهني من نقابة المعلمين . في الامتناع عن التدريس سلوك يضر المعلم والطالب معا ويضر أيضا علاقة المعلم بأولياء الأمور والتأييد المجتمعي لحقوق المعلم المشروعة .أن يتوقف التعليم في عدن هذا مالم يتمناه أحد . لما فيه ضرر وخيم على أبنائنا ولمنظومة التعليم . ربما هناك عوامل كثيرة قد ساعدت على ذلك بعضها ما هو موضوعي ومهم للمعلم وتحسين مستوى دخله . وبعضها ما هو مفتعل وسياسة وعمل تخريبي لإفشال المنظومة التعليمية في عدن . ندرك جيدا لما يعانيه المعلم من معاناة بسبب الغلاء وسوء المعيشة ومعاش زهيد لا يكفي من متطلبات الحياة في العيش الكريم وذلك أيضا هو حال المواطن في عدن وفي شتى المهن . هل أضراب المعلمين حق وقانوني أما استغلال مواقف . ان يوقف التعليم ويعلن الاضراب بسبب تأخر الرواتب شهرين كاملين نقبل ذلك . لاكن أن يستمر ألاضراب حتى بعد أستلام راتب الشهرين. تلك مسألة أخرى و ذريعة ليست مقنعه و حجة غير مقبولة . إذا كان هناك أضراب لأجل تصحيح وضع المعلم هو حق من حقوق المعلم العادلة والمشروعة . ولكن هناك وسائل أخرى أيضا وبديله غير وقف التعليم وحرمان التلاميذ من حقهم العام في التعليم . أذا كان للمعلم حق ايضا لطالب حق في التعليم والمجتمع حق أيضا هي حقوق متكاملة أمام واجبات متبادلة .
أن حال التعليم العام في عدن في أدنى مستوى له من الضعف والإهمال ولا يسر الحال . و من عام إلى عام آخر مندو سنوات يعاني التعليم فهو من سيئ إلى اسوء . والتعليم العام ليس في حال أفضل من غيره في شتى المجالات الأخرى . وما يحدث في التعليم هو لسان حال ما يحدث في الصحة والمياه والكهرباء وبقية القطاعات الأخرى . ذلك نتاج طبيعي لمنظومة الفشل الذريع الذي تعاني منه الحكومة وضعف ادارتها .
أن استمرار الاضراب العام وقف التعليم في عدن . وتأخر العام الدراسي لطلبه . ليست ذريعة او حجة مقنعة وانما هي عمل مفتعل وابتزاز وخاصة في مثل هذه الظروف وخاصة طلبة الثانويه العامه المقبلين على ألامتحانات . دون الإحساس بالمعيار الأخلاقي و الشرف المهني للمعلم . ان نقابة المعلمين في عدن تفتقر الى المهنية والانضباط بما يخدم المعلم والمنظومة التعليمية . أن الامتناع عن التدريس والتعليم سلوك غير سوي يضر المعلم والطالب معا . ويضر أيضا علاقة المعلم بأولياء الأمور والتأييد المجتمعي لحقوق المعلم المشروعة .
أن التأنيب على أضراب المعلمين من بعض الاعلامين ومواقع التواصل الاجتماعي وأولياء الأمور . ما هو إلا رد فعل بعد إعلان نقابة المعلمين عن وقف المسيرة التعليمية أن هذا الإضراب غير مبرر ولا موضوعي وليس من الحكمة أن نعود للخلف . أن الاضراب يجب يكون مبنيا على حق قانوني وليس استغلال مواقف. لعل ما يحدث اليوم من أضراب عام للمعلمين في عدن وقف التعليم . في جميع مدارس عدن تحت مبرر تحسين ألاجور وأعادة بند الرواتب في الميزانيه العامة لدولة . هو سلوك غير مثالي للمعلم ولا يخدم الا المستفيدين من نظام الفوضى.أن المعلم المثالي هو قدوة المجتمع وهو من يصنع الأجيال وحاضرة المستقبل لغد أفضل وليس العكس .