من الغباء ان يعتقد اي يمني ان بامكانه ان يكون مؤثرا برايه او بموقفه او بمنشوره في اي شان خارج اليمن اقليمياً كان او دولياً مهما بلغت درجة حكمته او علاقته بالحدث ومهما كان عدد متابعيه أو معجبيه.
ليس هذا لان العالم من حولنا لايتقبل اليمنيين لهويتهم ،ولكن لان العالم من حولنا يدرك أن ماتعيشه بلادنا اليمن من اوضاع بالغة الردأة يجعل الاخرين من خارج اليمن ينظرون الى مواقفنا باستهتار بالغ، خصوصا عندما يجدون احد اليمنيين يدلي برايه عما يجري في سوريا او فلسطين اوان احدنا ينتقد برامج الترفيه في السعودية عبر منشوراتههم في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عبر كتاباته الصحفية.
فالتفكير الواقعي يفيد بانه لو كانت فينا حكمة لاصلحنا اوضاع بلدنا اولا، لان أوضاعنا وصلت الى حد انها لاتسر صديقا ولاتغيض عدوا، حتى الاعداء أصبحوا يشفقون علينا.
والمنشور الذي يكتبه احد الناشطين اليمنين عن احداث سوريا او عن احداث غزة، اليمن اولى به من اي بلد اخر.
فالملاحظ على كثير من ناشطي التواصل الاجتماعي انهم ينبرون للتدخل في قضايا خارج الحدود اليمنية وبحدية مثيرة للاستغراب، في الوقت الذي نحن في الداخل اليمني بامس الحاجة لتوحيد جهودنا وتوحيد بذلنا وإهتمامتنا وتوظيف كل إمكاناتنا، لاصلاح الشأن اليمني، هذا اذا افترضنا ان بعضنا لازال قادر على التاثير والبعض الاخر لديه امكانات لاصلاح وضعا ما.
فالاولى بنا ان نجمع جهودنا وطاقاتنا التاثيرية ونصبها في إطار اصلاح واقعنا الذي يبدوا أولى بتضامن كل سكان العالم معنا.
ولا يوجد مايبرر قفزنا على احتياجاتنا الواقعية وتصدر بعضنا للخوض في شؤون بلدان اخرى، الا عاملين إثنين لاثالث لهما إما اننا اغبياء نجهل حاجيات بلدنا ونجهل المقارنة بين اوضاعنا واو ضاع الاخرين، وإما ان بعضنا يمتلك قدر كبير من الوقاحة تجعله يزايد بمواقفه الكاذبة ويدين افعال تمارس خارج اليمن وهو يمارس جرائم اكثر ضرواة منها في حق شعبه هذا إذا كان حاكما أو مناصراً للحاكميه، أما إذا كان يدلي برايه وينتقد مواقف خارجية بصفته مهتماً أوناشطاً، فانه مازال يفكر بعقلية القطعان الجماهيرية التي تخرج الى ساحة السبعين في صنعاء يوم الجمعة،يدعون تضامنهم مع الحق الفلسطيني،وهم في اليمن لم يستلموا رواتبهم منذ عشر سنوات،وربما انهم لايدركون أن الفلسطينين خصوصا في قطاع غزة يستلمون رواتبهم شهريا رغم الحرب الاجرامية التي تشنها عليهم الحكومة الاسرائيلية.
وهذه المتنقضات العجيبة تزيد إزدراء وإستهتار العالم من حولنا حيال اي موقف ياتيهم من داخل اليمن يعبر عن تضامن مع حق اي إنسان في هذا العالم ،أو مبديا حرصاً على امن بلد ما أو غيرةً على الدين.
والناس محقين في إعراضهم وإستهتارهم بمواقفنا الخارجية، لان أساسيات التفكير المنطقي تقول:ان الذي لايجيد الدفاع عن حقه وحقوق أهله المنتهكة والمصادرة داخل بلده لايمكنه ان يكون مجديا أو مفيدا في تضامنه مع في الدفاع عن حقوق الاخرين خارج بلده.