أيها السادة الكرام في الحكومة اليمنية، المجلس الرئاسي، والمجلس الانتقالي، دعونا نسأل بكل براءة: هل أنتم تعيشون بيننا حقًا؟
أم أنكم اختلقتم بُعدًا موازيًا للحياة، حيث لا توجد أزمات كهرباء، ولا طوابير طويلة للوقود، ولا وجوه أطفال تبحث عن لقمة تسد جوعهم؟
أليس غريبًا أن تكونوا "منا وفينا" – كما تحبون الترديد في تصريحاتكم – ولكنكم تبدون وكأنكم تُحلّقون في سُحب غير مرئية؟
أنتم من ترفعون شعارات الوطنية في كل مناسبة، ولكن هل رأيتم آخر مرة كيف يبدو الوطن من عيون شعبه؟
أم أنكم مشغولون بإحصاء عدد الأصفار في حساباتكم البنكية؟
هل تساءلتم يومًا عن سبب هذا الصمت المُرعب من الشعب؟
إنه ليس استسلامًا، بل هو الغضب الذي يتراكم... الشعب الذي أعطيتموه وعودًا بلا أفعال، وخطابات مليئة بالكلمات الفارغة، ينتظر يومًا ليقول كلمته الحاسمة.
يا قادة البلاد، كفاكم الجلوس على الكراسي الوثيرة والنظر إلينا كأننا في فيلم درامي لا يخصكم... حان الوقت للخروج من مكاتبكم المُكيّفة إلى حرارة الميدان.
الشعب يريد نقاشًا صادقًا، وجهاً لوجه، بلا مكياج سياسي ولا شعارات مزيفة.
فإن كنتم ترون أنفسكم أعلى من الحديث معنا، فدعوني أذكّركم: القمم العالية دائمًا ما تكون الأكثر عرضة للصواعق.
والجمهور الذي ترونه اليوم متعبًا هو صاحب القرار غدًا... وإن لم تستمعوا الآن، فقد تجدون أنفسكم غدًا تستمعون تحت ضغطٍ لا يُرحم.
فهل أنتم على قدر التحدي؟
أم أنكم ستواصلون السباحة في عالمكم الوردي البعيد عن آلام الواقع؟
الخيار لكم، ولكن الجمهور يُراقب، وهو، كما تعلمون، لا ينسى.
-ناشط حقوقي، ونائب صحيفة عدن الأمل الإخبارية
