آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-08:58م

ميفعة قضية حقيقية

السبت - 11 يناير 2025 - الساعة 12:25 م
المحامي صالح عبدالله باحتيلي

بقلم: المحامي صالح عبدالله باحتيلي
- ارشيف الكاتب


كانت كلمات معبرة وجميلة تلك الذي اطلقها وفد سلطة الانتقالي لحل مشكلة التخريب الذي تعرض لها مقر الانتقالي بمرخة، فقال احدهم ان هذه مشكلة عارضة وبسيطة بين شباب بالمديرية على تحديد الموقع واين يفترض ان يكون ، وانها ليس لها أي دوافع سياسية. وكذلك قالت قيادة انتقالي المحافظة التي حضرت الى جانب مشايخ المنطقة وتم حل الاشكال. الحلول قبلية ومن يدير الامور وصاحب الكلمة الاولى والأخيرة هو شيخ المنطقة. انطلاقا من مبدأ أننا نعمل لتصان فيه كرامة كل الاطراف مادام الضحية الدولة، فعندما يقول هؤلاء انه مجرد خلاف بسيط. فذلك يعني انه ينبغي ان نسلم بالأمر بانه مجرد خلاف بسيط. لكن هذا الامر خاص بتلك القبائل التي تحكم عتق.

فاذا كنت من مديريات ميفعة انتبه لا تفعل ذلك في ميفعة. حتى تلك الرقعة التي عليها النجمة الحمراء إذا وضعت قدمك فوقها في ساعة غضب، لن تر النور. سيأتيك العسكر، وسوف يقلبون عاليها سافلها. ليس لأنهم اشاوس بل لان هناك شيء خطا في الاعدادات..

ميفعة هذه المنطقة الحضرمية المسالمة التي تم اقتطاعها من موطنها الأصلي حضرموت. لتكون جزء من منطقة مليئة بالفوضى القبلية والتناقضات والعنصرية، شعب يناضل للفكاك من محافظة شبوة والعودة للمكان الطبيعي ضمن محافظة حضرموت. لسنا ضد أحد ولكن نضالنا مستمر حتى تحرير مديريات ميفعة واقامة كيان مستقل يستطيع الانضمام الى حضرموت. ان السير باتجاه الخروج من هذا النفق المظلم سيكون أسرع إذا توقف ممثلو هذه المديريات لدى مركز التحكم والهيمنة عن التعاطي مع عتق. وعليهم ان يلتحقوا بتيار ميفعة الذي يناضل لتحرير ميفعة حالا قبل فوات الاوان، ولا يكونوا جاءوا متأخرين كثوار.

مديريات ميفعة، إحدى المناطق التاريخية في حضرموت التي تم إدخالها ضمن محافظة شبوة بعد الترسيم الإداري في فترة استثنائية سادت فيها فوضى تلاميذ لينين وماركس.

يُعتبر هذا التغيير الإداري أحد القضايا التي أثارت الجدل في الأوساط المحلية منذ فترة طويلة، بسبب التمايز الثقافي والاجتماعي بين حضرموت وشبوة، إذ إن حضرموت تمتاز بهويتها الثقافية العريقة والمستقرة، بينما تعاني بعض المناطق في شبوة من الطابع القبلي المتوتر.

تاريخياً، تنتمي ميفعة إلى الإطار الثقافي والاجتماعي لحضرموت، وهي جزء لا يتجزأ من هويتها وتراثها،

وتم التغيير الإداري في سبعينيات القرن الماضي، وهو ما أفرز تحديات متعلقة بالتعايش بين المناطق المختلفة ضمن المحافظة الجديدة. ومنها الاختلاف الثقافي، حيث يجد السكان أنفسهم أمام بيئة مختلفة في العادات والتقاليد. بعض المناطق في شبوة تعاني من النزاعات القبلية المستمرة، مما يجعل السكان في ميفعة يطمحون إلى بيئة أكثر استقراراً، ويضاف الى ذلك التهميش الممنهج، اذا هناك حراك متزايد من قبل أبناء ميفعة للمطالبة بالعودة إلى حضرموت، باعتبارها بيئتهم الطبيعية التي تنسجم مع هويتهم وثقافتهم. هذا الحراك يعكس رغبة في العيش ضمن كيان مستقر ومتجانس. وسيستمر نضالهم إلى أن يتم إعادة النظر في التقسيم الإداري، ولان ذلك يتطلب تدخل السلطات بقرار على مستوى الدولة لمعالجة هذه القضية، وقد يطول الامر، لكن من الناحية القانونية فإن الفرصة مؤاتيه، فالإرادة الشعبية في الظروف الاستثنائية تمتلك الحق وفقا للمواثيق الدولية بالسير في إجراءات أحادية، بإعلان الحكم الذاتي.