*استراتيجية طويلة الأمد مفتاح النجاح في مرحلة الشباب*
*م. عبدالجبار بن أحمد السقطري*
إن مرحلة الشباب هي فترة ذهبية في حياة الإنسان، فهي الوقت الذي يمتلك فيه الطاقة والحيوية التي تمكنه من تحقيق العديد من الأهداف. ولذا يجب على كل إنسان أن يضع في عين اعتباره أهمية وضع استراتيجية طويلة الأمد منذ بدايات حياته. فمن خلال التخطيط الجيد والعمل المستمر، يمكن للإنسان أن يزرع الان ليحصد ثمار جهوده في المستقبل.
الشباب هو الوقت المثالي لتحديد الأهداف، سواء كانت مهنية أو شخصية، ورسم خريطة الطريق للوصول إليها. في هذه الفترة، يكون الإنسان في أوج قدراته على التعلم والتطوير، ولديه الفرصة لبناء قاعدة قوية للنجاح المستقبلي. إن بناء استراتيجية طويلة الأمد في هذه المرحلة يعني أن الإنسان قد بدأ في وضع أسس متينة لما سيحققه في المستقبل، من خلال التزامه بتطوير مهاراته، وبناء علاقات قوية، والالتزام بالقيم التي ستساعده في مسيرته.
السعي والعمل الجاد هما العناصر الأساسية التي تشكل الاستراتيجية طويلة الأمد. فلا يمكن للإنسان أن يحقق أهدافه بدون بذل الجهد المستمر والمثابرة. في مرحلة الشباب، يكون الوقت المتاح أكثر من أي وقت آخر، مما يتيح للشخص التركيز على بناء مستقبله. على الرغم من أن الطريق قد يكون مليئا بالتحديات والصعاب، إلا أن الإنسان الذي يعمل بجد ويخطط للمستقبل سيكون أكثر قدرة على مواجهة هذه الصعوبات والتغلب عليها
بينما يواصل الإنسان في السعي والعمل، يجب أن يتذكر دائمًا أن الحصاد لن يأتي سريعا. بل سيكون بعد سنوات من الجهد والتضحية. وكلما تقدم الإنسان في السن، قلّت قدرته على بذل نفس الجهد الذي بذله في شبابه. لذلك، لابد أن تكون مرحلة الشباب هي مرحلة الزرع والتحضير للثمار التي سيجنيها في المستقبل. فمثلما تحتاج الزراعة إلى وقت طويل لكي تنمو الثمار، فإن بناء حياة ناجحة يتطلب التزاما طويل الأمد وجهدًا مستمرا.
إن الحياة ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي رحلة طويلة تحتاج إلى تخطيط وصبر. لذا، يجب على كل إنسان أن يستغل مرحلة شبابه في وضع استراتيجية طويلة الأمد، والعمل الجاد من أجل تحقيق أهدافه المستقبلية. فكلما بدأ الإنسان مبكرا في السعي، كانت فرصه في النجاح أكبر، ولابد أن يدرك أن مرحلة الحصاد هي نتيجة حتمية للإصرار والجهد المبذول في مرحلة الشباب.
