نحن أمة دائما تبكي على اللبن المسكوب ، ونعشق درف الدموع على الأطلال ، ونصل متأخرين وبعد فوات الأوان ، وبعد خراب ديارنا .
لا جديد يمكن أن يضف ، فكل ما يحاولون اليوم تصدر المشهد به ، والترويج به ، وترديد شعاراته ، قد قالته الرجال مسبقاً ، ورفعت أصواتها وقبل ذلك أفعالها على الأرض به .
قالها المحافظ السابق لمحافظة شبوة محمد صالح بن عديو ، قالها بالفم المليان :" لا نريد أوصياء على شبوة ، ولا يمكن أن يكون خيرات وثروات الأرض لغير أهلها ، ومن المستحيل القبول بذلك ، مهما كان الخصم خارجياً بعباءة " الصديق " وداخليا ً بجلباب " الشريك " ، ولن ترى شبوة غير أهلها أوصياء عليها .
لم يعجبهم ما قاله ، و " عيا " بن عديو أحدثت لهم رهبة وخوف وارعبتهم في مضاجعهم كثيراً ، وشن ضده كل أساليب ووسائل الحروب المشروعة وغير المشروعة ، وذهبوا إلى دفع كل ما يملكون لا بيعوا الاوطان وقطيع الدرهم الاماراتي ومسعورين الريال السعودي بغية الإطاحة به ، وإبعاده عن المشهد ، وتفريغ الرقعة الجغرافية الشبوانية من خيرت رجالها .
قالها قبل الكل والجميع كان يعيش تحت التخدير والتحريض ضده ، من أجل أن تصيب مسامع الأمة " الصم " والسنتهم " البكم" ، فعلاً كان يصرخ ويقاتل من أجل " شبوة " وكانوا يصرخون ويقاتلون من " البزبوب " وفناء آلامه جميعاً بغية بقاء هدفهم المنشود شبوة تحت وصايا شلة ( الدرهم والريال ) .
مؤسف أن نكتشف كل شيء متأخرا ، والاكثر من ذلك ألما أننا نحن من ساعد وعمل وسعى إلى ذلك ، تحت سبات عميق وغفلة غبية للغاية .
قالها بن عديو ، ووجدنها اليوم في صفحات ودفاتر وسجلات التاريخ ، قالها وكان وحيداً يقاتل من أجلها ويحذر من حدوثها ووقوعها ، ونرى حضورها وتواجدها اليوم يرمي بظلاله .
قالها قبل الكل وقبل الجميع يردون شبوة " بقرة " حلوب وثرواتها وخيراتها لهم ، يريدنا تحت كنف الوصاية والإقامة الجبرية وتأدية طقوس وفروض العبودية ، لم نعي ونفهم ذلك " أبا مصعب " واليوم نرى أنفسنا مهرولين إلى مسجدهم لتأدية طقوس ديانتهم .