آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:46م

وكانت هذه الجمعة ايضا جمعة غزاوية

الجمعة - 24 يناير 2025 - الساعة 05:49 م
د. لمياء الكندي

بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب



د. لمياء الكندي


لم تعد خطب الجمعه والحديث عن غزة مجرد موقف تضامنيى لقد تجاوز الموجهون للخطاب عبر المنابر مسألة التضامن مع غزة الى واقع تضليل الشعب والرأي العام واشغاله عن قضيته الاساسية.


اليمن المنسيه في موجهات ومحددات الخطاب الشعبي والديني والحزبي والسياسي والتعليمي والتربوي والنخبوي.


اليمن المنسيه واليمنيون المنسيون هم اخر ما يشغل الخطاب العام لدى من يوجهون الاحداث ويخدرون ويهدرون طاقات الشعب.


ففي مقابل مانجزه الفلسطينيون من ثابت ومقاومة وبطولة في الدفاع عن بلدهم والخروج بنصر معنوي كبير يحفظ لهم حق البقاء والمقاومة نجد انفسنا قد خرجنا بعد ٤٢١ يوم مهزومون كليا من اي انتصار ولو معنوي تجاه قضيتنا.


٤٢١ يوم والخطاب الديني والوعظي المغيب عن اسناد الجيش الوطني في معركة التحرير.


٤٢١ يوم من التقاعس على رفد واسناد جبهات القتال.


٤٢١ يوم من الاهمال المتعمد للبيت اليمني والاسرة اليمنية والمجتمع اليمني لبرامج التوعية والنصح والوعظ.


٤٢١ يوم لم يلتفت فيها الخطباء لهموم الناس واوجاعهم في ظل حالة اللاسلم واللاحرب التي نعيشها.


٤٢١ يوم لم تصرخ المنابر فيها ولم تكبر المآذن على الفاسدين الذين انهكوا بفسادهم البلاد والعباد.


٤٢١ يوم لم تسند منابر الجمعه البطون الجائعة التي لم يجد اصحابها قوت يومهم.


٤٢١ يوم لم ترفع فيها منابر الجمعه اي نداء للقيادة باسناد الشعب والتخفيف من اوجاعه.


٤٢١ يوم لم تلتفت فيها منابر الجمعه لاوضاع النازحين المأساوية في مخيمات النزوح.


٤٢١ يوم لم تلتفت فيها منابر الجمعه لاوضاع جرحى ومعاقين الحرب او الحديث عن مأساتهم.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها منابر الجمعه عن مظلومية شعبا في مناطق سيطرة الحوثيين من فقر وجوع وارهاب وتفجير للمنازل.


٤٢١ يوم لم تتحدث منابر الجمعة عن ضحايا الالغام الحوثية.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيه منابر الجمعه عن اوضاع الاسرى والمعتقلين في سجون العصابات الحوثية.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيه منابر الجمعه عن كارثية تغيير المناهج التعليمية ومسخ الهوية الدينية والتاريخية والتعليمية لأبنائنا من طلبة المدارس والجامعات في مناطق سيطرة الحوثيين.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها منابر الجمعة عن وحدة الصف وترشيد الخاطب التربوي والاعلامي بما يخدم وحدة الصف.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن ارتفاع سعر الصرف وتذكير الحكومة بواجباتها في دعم الاقتصاد الوطني.


٤٢١ يوم لم تتحدث المنابر عن الحشد الحوثي تجاه مأرب ومخاطر ذلك.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن انتشار ظاهرة التسول والفقر التي تطفح بها شوارعنا.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن ضرورة فتح الطرقات بين المدن لتخفيف من معاناة أبناء هذا الشعب.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن تساقط مئات الشهداء عند خطوط القتال واخرين يستشهدون باعتداءات حوثية متكررة على مدننا في مأرب وتعز والبيضاء والضالع بينما نحن كدولة نكتفي بالالتزام بواقع الهدنة من طرف واحد.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن واقع الاقصاء والتهميش لرجالات اليمن المعروفين بمواقفهم وتضحياتهم لصالح سماسرة الحرب والاحزاب.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن تأخر مرتبات الجنود ومستحقاتهم المالية لشهور بينما يرفل أرباب الحرب والقيادة بنعيم مطغي.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيه المنابر عن حقوق المعلمين المنهوبة وعن اوضاع المدارس والخدمات التعليمة البائسة التي يعانيها ابنائنا الطلاب.


٤٢١ يوم لم تتحدث فيها المنابر عن اسر الشهداء والتقصير الحكومي والمجتمعي نحوهم.


٤٢١ يوم ونحن الاكثر نزفا والاكثر فقرا والاكثر جهلا والاكثر معاناة

وعشر سنوات ونحن بلا دولة

عشر سنوات قدمنا فيها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى يفوقون عدد ضحايا الفلسطينيون منذ خمسون عام.


عشر سنوات من التهجير والنزوح والحرب والدمار الممتد على جغرافيا اليمن الواسعة الذي لو قمنا بجمعه في مساحة جغرافية كمساحة غزة لوجدنا اننا قد فقدنا جراء هذه الحرب من المنازل المدمرة والمصانع والمزارع والمساجد والمدارس والمستشفيات ما يفوق ما تعرضت له غزة عشرات المرات .