آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:26م

قرار امريكي يفتقد إلى الحل الجوهري ...

السبت - 25 يناير 2025 - الساعة 08:39 م
عدنان حجر

بقلم: عدنان حجر
- ارشيف الكاتب


كتب / عدنان حجر

----------------------

صدر عن الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا وفي الأيام الأولى من تنصيب ترامب رئيسا للدولة قرار بإدراج الميليشيات الحوثية على قائمة الإرهاب بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية ...وجاء في حيثيات القرار اعتبار أنصار الله، المعروفين أيضًا بالحوثيين، لتصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، وفقًا للمادة 219 من قانون الهجرة والجنسية (8 U.S.C. 1189)..


للافت للنظر في القرار أنه حمل في حيثياته الإشارة إلى أمرين : الاول التشاور بين الأجهزة الأمريكية ذات العلاقة بالقرار حول كيفية وآلية التنفيذ والتي من المؤكد أنها ستهدف إلى تفعيل القرار بما يخدم امريكا واسرائيل وحلفائها الغربيين والعرب من الناحية العسكرية بوقف الهجمات عليهم وإبعادهم عن ضرب مصالحهم ومصالح حلفائهم تجاريا في البحر الاحمر وباب المندب ..والأمر الثاني هو التزمين للتنفيذ .. والتزمين هنا ليس فرصة للتشاور وانما فرصة لتدخل الخصوم والموالين الكبار من الغرب وإيران لإعادة النظر في تنفيذ القرار هذا مالم تكن واشنطن عازمة فعلا على تحمل تبعات الخصوم ومستعدة لمواجهتم عسكريا واقتصاديا وسياسيا..


كما جاء في حيثيات القرار ( وهو أهم ماجاء في القرار ) تتمثل سياسة الولايات المتحدة في التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات أنصار الله وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد المدنيين الأمريكيين وشركائنا وحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر...


وهذه النقطة في القرار كما هو واضح خلت من الحل الجوهري للقضية اليمنية مع المليشيات الحوثية وهو الحسم عسكريا والقضاء على الحوثيين .. غير أن القرار اكتفى بالقول القضاء على قدراتهم وانهاء هجماتهم على الأفراد المدنيين الأمريكيين وشركائنا وحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر..مايعني أن التخلص نهائيا من الحوثيين غير وارد في القرار وان واشنطن بذلك ترمي إلى بقائهم ضعفاء للركوع أكثر لها واستخدامهم فقط لتهدئد خصومها العرب بهم واستمرار ابتزاز دول الخليج العربي .. وتطويع استمرار الحرب في اليمن لتحقيق مصالحها فقط....