آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

غرفة الرعب

السبت - 01 فبراير 2025 - الساعة 06:13 م
القاضي عبدالناصر سنيد

بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


هناك من الكلمات ما ينشرح له القلب ويدخل السرور بقوة ما تحمله من مشاعر إلى النفس وهناك من الكلمات لا يمكن بأي حال القبول بها فهي تحمل نوع من الكراهية والأذى تلحق بالنفس الضرر ، فتساءلت لماذا يحب البعض ان يرمي بالمفردات هنا وهناك على سبيل الطيش؟ غير مكترث لنوع هذه المفردات وما تحمله من أذى للناس ، فقيمة الرجل لا تقاس بالكلمات إنما تقاس بالمواقف وتقاس بنصرة المظلوم والوقوف إلى جانب الحق ، فالقوة لا تقاس بعدد الكلمات إنما بنوعية المواقف ، فالإنسان عباره عن كائن بشري يحب نوعا ما أن ينسب لنفسه من الأقوال والبطولات مالم يفعل ، في الوقت الذي تجد فيه المواقف تشير ضمنا إلى أصحابها ليس لأن فيها بطولة ترفع اسمك إلى الثريا أو نوع من أنواع الأكشن الذي يجلب لك القبول و الرضى إنما لأن فيها نصره للحق ، رجال المواقف لن تجد من يكتب في مدح صنيعهم إنما ستجد من يذم علنا أفعالهم وكان ما قاموا به نوع من انواع السراب لا يراه أحد .

سمعت مرارا وتكرارا عن غرفة الرعب وذهب احساسي بأن مثل هذه الغرفة لا وجود لها سوى في افلام الرعب ولكن من حسن حظي اني قد دخلت هذه الغرفة وانا بكامل إرادتي ولكن لم اجد في هذه الغرفة وحوشا ولا مصاصي دماء ولا زومبي كما تحكي لنا الافلام والروايات إنما وجدت بشر بلباس ابيض انيق تضيء ابتساماتهم ظلمة المكان في زمان بداء لي طويلا وهم يعملون بصمت لإعادة الصحة إلى جسدي لم استطع حتى أن أرفع قبعتي في تحية خاصة مستحقة لهم ولم يستطع لساني أن يتفوه بكلمات يشكر بها صنيعهم ، ولكن فوضت الله تبارك وتعالى والذي جعل من هؤلاء السبب في انقاد قدمي أن يجزل لا صحاب اللباس الابيض العطاء والثناء. اعلم بان الله تبارك وتعالى هو الشافي وان كل المفردات الذي انعم بها الله تبارك وتعالى عليه قد سجدت تضرعا و شكرا لله على عظيم نعمته ولطفه وكفى بالله حسيبا.

الكلمة الطيبة مثل شجرة طيبة أصلها ثابت فالإنسان لا يحتاج سوى للكلمة الطيبة ليحيى في ظلها سعيدا ،