آخر تحديث :الإثنين-09 يونيو 2025-04:07م

"فرصة استراتيجية" كيف يمكن للمجلس الإنتقالي الإستفادة من إدارة ترامب؟

الأربعاء - 05 فبراير 2025 - الساعة 02:19 م
محمد علي رشيد النعماني

بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب


مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 عاد نهجه البراغماتي إلى الواجهة حيث تتركز سياساته الخارجية على المصالح الأمريكية المباشرة دون الإلتزام بالأطر التقليدية وبالنظر إلى أولويات ترامب يمكن للمجلس الإنتقالي الجنوبي إستثمار هذه المرحلة لتعزيز قضيته دولياً من خلال تقديم الجنوب كشريك إستراتيجي يحقق الأهداف والمصالح المشتركة لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب تأمين الملاحة البحرية ومواجهة النفوذ الإيراني .

يعتمد ترامب على نهج المعاملات المباشرة حيث يفضل الشراكات التي تحقق منافع ملموسة للولايات المتحدة ما يعني أن أي دعم للقضية الجنوبية يجب أن يُقدم من زاوية الفوائد الإستراتيجية والإقتصادية التي سيجنيها البيت الأبيض ومن هذا المنطلق يمكن للمجلس أن يطرح الجنوب كعنصر إستقرار أساسي في المنطقة قادر على الحد من تهديدات الجماعات الإرهابية وحماية الممرات البحرية الحيوية مثل مضيق باب المندب وهو أمر يتماشى مع أولويات الإدارة الأمريكية .

لتحقيق هذا الهدف يحتاج المجلس الإنتقالي إلى إستراتيجية تواصل فعالة تضمن الوصول إلى دوائر صنع القرار في واشنطن ويمكن تحقيق ذلك من خلال بناء قنوات مباشرة مع البيت الأبيض عبر التواصل مع مستشاري ترامب والمسؤولين البارزين في وزارة الخارجية والبنتاغون وتقديم أوراق موجزة توضح أهمية الجنوب في دعم السياسات الأمريكية كما يمكن تعزيز العلاقات مع الكونغرس لا سيما مع الجمهوريين الذين يشاطرون ترامب رؤيته حول الشرق الأوسط إضافةً إلى تفعيل دور اللوبيات الأمريكية عبر التعاقد مع شركات الضغط السياسي المتخصصة التي تمتلك نفوذاً داخل الإدارة الأمريكية وباعتبار أن ترامب يعتمد بشكل كبير على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في رسم السياسات فإن إطلاق حملات إعلامية موجهة سيكون له أثر كبير في إيصال رسالة المجلس الانتقالي إلى الدوائر القريبة من ترامب.

وفي المقابل يمكن للمجلس الإنتقالي الجنوبي أن يطلب مجموعة من المكاسب الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية مقابل هذه الشراكة بدءاً من الإعتراف السياسي بالمجلس ككيان شرعي يمثل الجنوب ودعم حق الجنوب في تقرير مصيره عبر إدراجه في الأجندة الدبلوماسية الأمريكية ومروراً بتعزيز التعاون الأمني والعسكري من خلال الحصول على مساعدات لوجستية وتدريب عسكري للقوات الجنوبية وانتهاءً بتفعيل الشراكة الإقتصادية والإستثمارية عبر تشجيع الشركات الأمريكية على الإستثمار في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية في الجنوب كذلك يمكن للمجلس الإنتقالي أن يطالب برفع القيود الدبلوماسية ودعمه في المؤسسات الدولية بالإضافة إلى التنسيق الأمني مع البحرية الأمريكية لضمان حماية المياه الإقليمية الجنوبية من التهديدات الإيرانية والقرصنة إلى جانب تعزيز العلاقات مع الحلفاء الإقليميين مثل الإمارات والسعودية من خلال دور أمريكي أكثر وضوحاً في دعم الجنوب كحليف إستراتيجي مشترك .

إن إدارة ترامب تمثل فرصة حقيقية للمجلس الإنتقالي الجنوبي لتعزيز موقفه على الساحة الدولية لكن الإستفادة من هذه الفرصة تتطلب دبلوماسية نشطة ورسائل سياسية واضحة وحملات إعلامية مؤثرة إضافة إلى بناء شبكة علاقات قوية داخل واشنطن بحيث يتم تقديم الجنوب ليس فقط كقضية عادلة ولكن أيضاً كشريك قادر على تحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة وهو النهج الذي تتبناه إدارة ترامب في علاقاتها الدولية ..