آخر تحديث :الإثنين-16 يونيو 2025-09:00م

في عدن، من أَمِن العقوبة أساء الأدب

الإثنين - 10 فبراير 2025 - الساعة 01:46 ص
زياد بن محمد

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب


في عالمنا الحالي، أصبح البعض يتعاملون مع الإساءة للآخرين بترف كبير، وكأنها مجرد لعبة أو وسيلة لتحقيق مكاسب آنية. وبعد أن تتفاقم الأوضاع ويصبح الأذى واقعًا ملموسًا، يأتي هؤلاء #معتذرين بحماس ويطلبون الصفح. لكن مع تكرار هذه السلوكيات، أصبحت ثقافة الاعتذار نفسها تهين الكثير من الناس وتجعلهم يتساءلون: هل فعلا الاعتذار كافٍ لتجاوز كل إساءة؟ أم أن الأمر يستدعي فرض عقوبات رادعة؟

للإجابة على هذا السؤال، علينا أولاً أن ندرك أن الاعتذار الحقيقي يتطلب تحمل المسؤولية عن الأفعال واستعدادًا لإصلاح الأخطاء وعدم تكرارها. فالأعتذار يجب أن يكون نابعًا من القلب وأن يعكس رغبة صادقة في التغيير. ولكن، إذا استمر تكرار الإساءة دون تغيير فعلي في السلوك، فإن هذا الاعتذار يفقد قيمته ويتحول إلى مجرد كلمات فارغة لا تعني شيئًا.

من هنا، تبرز الحاجة إلى فرض عقوبات رادعة تمنع تكرار هذه السلوكيات المؤذية. كما أن العقوبات ليست فقط لإيصال رسالة إلى المعتدي بأن أفعاله غير مقبولة، فهي أيضًا لحماية الضحية ومنع تفاقم الضرر. وتحقيق العدالة من خلالها وفرض النظام، مما يخلق بيئة آمنة ومستقرة للجميع.

في نهاية المطاف، يجب أن نتبنى مزيجًا من الاعتذار الحقيقي والعقوبات الرادعة لضمان احترام الآخرين وتجنب تكرار الإساءة. فالتسامح جميل، ولكن يجب أن يكون مقرونًا بالعدالة والحرص على تحقيق التوازن بين الرحمة والحزم