آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-07:45ص

معضلة البحث عن حلول في اليمن بتغيير الوجوه وبقاء الوجهة والاتجاه !

الثلاثاء - 11 فبراير 2025 - الساعة 07:50 م
عبدالواسع الفاتكي

بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب



متداول في وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال منشورات لبعض الصحفيين والنشطاء أخبار عن احتمالية إقالة أحمد عوض بن مبارك وبعض الوزراء ، إذا تم ذلك كالعادة ستعلن السعودية وبعض دول الخليج أو بعض الدول الأوروبية ، وربما الولايات المتحدة الأميركية عن تقديم حزمة من المساعدات للحكومة القادمة ، ستسهم في تحسين سعر العملة الوطنية بشكل طفيف ، وستتحسن خدمة الكهرباء لبعض المناطق لفترة ما ، لكني لا أظن أن الحكومة المقبلة ستتمكن من تحقيق التعافي الاقتصادي بشكل ملحوظ وطويل الأمد ، أو ستحول دون عودة انهيار العملة الوطنية وتردي الخدمات ، طالما تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ويتم تشكيل الحكومات منذ ٢٠١١م وحتى الان ، وفق محاصصة سياسية ومناطقية ، داست على القوانين واللوائح المنظمة لعمل مؤسسات الدولة ، وأفرغتها من الكفاءات ، وعطلت الطاقات الوطنية ، وحافظت على دورة الصراع بين أطراف متقاسمة للسلطة لكل طرف منها أجندته وأهدافه الخاصة ، وبالتالي تم نقل الخلاف والنزاع من الشارع اليمني ، ومن وسائل الإعلام المحسوبة على كل طرف إلى أروقة مؤسسات الدولة ، وفي إطار هياكلها ، وهو ما أضر بالدولة وقوانين إدارتها ، وفتح المجال لممارسة الفساد بأبشع صوره ، وشرعنة ممارسته ، والإفلات من المحاسبة والعقاب ، حرصا على الحفاظ على الصورة الشكلية لتوافق سلطوي بين أطراف سياسية ومناطقية ذات أهداف شائكة ، يعتقد أن خضوع ممثليها في السلطة الهجينة للقوانين والمحاسبة من الجهات الرقابية والقضائية ، سيؤدي للانزلاق نحو مزيد من الانقسام السياسي والمناطقي ، لا معنى ولا جدوى من تغيير الوجوه والشخصيات ، طالما كان البديل لها من نفس الجهات المسؤولة والمشاركة فيما وصلنا له من انهيار وفشل وعجز ، وطالما بقيت الحكومة الجديدة بذات الأسلوب والممارسات لسابقاتها ، اليمنيون يريدون تغير في الأداء والسلوك الإداري لصالح توفير احتياجاتهم وتحقيق ولو الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي والخدمي ، يريدون أن يزج بالفاسدين خلف القضبان وتسترد الأموال المنهوبة ، وتفعل أجهزة الرقابة والمحاسبة والقضاء ، فوجود سلطة تعمل دون رقابة ومحاسبة ضرب من الضحك على الذقون ، وصك على بياض لممارسة الفساد بلا خجل وبأريحية تامة ، وتستمر مشكلة اليمنين دوما في استمرار البحث عن حلول لمشاكلهم بتغيير الوجوه وبقاء الوجهة والاتجاه صوب توليفات سلطوية بين كانتونات سياسية ومناطقية تدير اليمن بمصالحها ومصالح داعميها وباهوائها وأمراضها السياسية .


#عبدالواسع_الفاتكي