لطالما كانت القضايا المتعلقة بالهوية والانتماء والعدالة الاجتماعية من أكثر القضايا إثارة للجدل في المجتمعات المتعددة الثقافات. ففي ميفعة الواقعة جنوبي محافظة شبوة، تشتد حدة الاصوات المطالبة بضرورة وسرعة قيام كيان اداري مستقل عن محافظة شبوة بعد سنوات من المعاناة التي يعيشها أبناء المديريات التي كانت تسمى ميفعة وهي الروضة و ميفعة ورضوم. بسبب ما يصفونه بالعنصرية بالانفراد بقيادة سلطات المحافظة وعدم العدالة في توزيع الثروات. هذه المعاناة دفعت بالكثيرين إلى المطالبة بأنشاء محافظة كحل وحيد لإنهاء هذه الأوضاع المأساوية.
منطقة ميفعة، التي تضم عدداً من المديريات والقرى، تعاني من تهميش واضح على جميع المستويات. وكانت الحكومات السابقة تتجاهل ذلك عن عمد. حتى تعاظمت المشكلات التي تمس حقوقهم الأساسية في ادارة شؤونهم باستقلال. بعيدا عن الاستعلاء والتجاوزات والهيمنة على قيادة المحافظة من قبل فئة بعينها، والتوزيع غير العادل للثروات والسلطة. مما زاد من مشاعر الغبن والإحباط لدى السكان، الذين وصلوا الى مستوى لا يقبلون بعده باي تفاوض غير اقامة محافظة في ميفعة.
بعد سنوات من الصمت والمعاناة، بدأت الأصوات تعلو في منطقة ميفعة للمطالبة بالخروج من هيمنة محافظة شبوة. ويعتبر غالبية أبناء ميفعة أن اقامة محافظة في ميفعة هو الحل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. فهم يرون أن الاستقلال الإداري يمكنهم من إدارة مواردهم بشكل أفضل وتحقيق التنمية التي طالما حُرموا منها.
الدفاع عن هذا المشروع، ليس مجرد قرار سياسي، بل هو تعبير عن رغبة شعبية في التحرر من القيود التي فرضتها عليهم فئة السلطات المحلية بمحافظة شبوة التي تسيطر على إدارة المحافظة وعلى رئاسة المحافظة منذ زمن بعيد . إنها محاولة لا رجعة فيها لاستعادة الهوية الحضرمية في ميفعة التي تعرضت للانتهاك بسبب السياسات التمييزية التي مارستها الحكومات المتعاقبة والسلطات المحلية المتعاقبة عليها، التي كانت ومازالت تتجاهل اصوات ميفعة. وتعتبرها اصوات نشاز او من الدرجة الثالثة. وقد وصل الكثير الى قناعة انه يبدوا ان الامر لن يتم حسمه الا باستخدام التصعيد المستمر، ولا توجد أي قوة تمنع ابناء ميفعة من تحقيق حلمهم بقيام محافظة، وعلى أصوات السلطنة والمشيخة ان تصمت مؤقتا، فالقضية، قضية مجتمع متنوع لن يستوعبه الا مشروع تيار ميفعة التحرري الذي يحمل مشروع إقامة محافظة كجزء من حضرموت .
ونعلم أن بناء كيان إداري جديد، يتطلب بناء مؤسسات جديدة وإدارة موارد بشرية ومالية بشكل مستقل، وهو أمر ليس بالسهل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، الا انه قد تم الاعداد لذلك بشكل دقيق بواسطة تيار ميفعة الذي اعد كل الوثائق والبرامج الادارية والتقسيم الإداري والتخطيط لإدارة المحافظة الجديدة على أعلى المستويات بما فيها الادارة الرقمية كخيار استراتيجي، في النهاية، فإن مطالب أبناء ميفعة بإقامة كيان إداري مستقل كمحافظة. هي تعبير عن رغبتهم في تحقيق العدالة والمساواة وإنهاء سنوات من التهميش.
لن يكون هناك حل غير اقامة محافظة في ميفعة. لقد فات الاوان. الخطوات القادمة عبارة عن ثورة سلمية لن تتوقف، إلا بإعلان قيام محافظة ميفعة. في الاشهر القادمة قد لا نكون بحاجة لقرار السلطات المركزية، لان الوضع سيكون أسوأ وسيكون القرار احادي.