أعرفه عن بعد في الوقت الذي كانت فيه أبين مشوهة من تبعات الحرب التي دمرتها وآلمتها كثيرًا. في تلك الأوقات الصعبة، كان مروان باقس يتجول في شوارعها المشوهة وهو يحاول تجميلها بألوان مختلفة من الطلاء والإنارة. كانت لمسات بسيطة، ولكنها كانت أكثر تأثيرًا. كان الناس ينظرون إلى مروان كشاب استثنائي، مطلع، ومخلص، وأمين. وفي مجال الشباب والرياضة، أتذكر أنني رددت اسمه كثيرًا في تقاريري الإعلامية لقناة عدن الفضائية، مما يعني، ودون أي شك، أن هذا الشاب يحمل قضية الناس بإخلاص. وأكيد، عندما علمت بتعيينه كمدير عام لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة أبين، قلت: "المحافظ فعلها صح هذه المرة" من حيث تطلعات مروان، وأمانته، وأخلاقه، زد على ذلك إخلاصه. وفي الوقت ذاته، خفت عليه.
أما بالنسبة لفرحتي وارتياحي، فقد شعرت أن موارد الصندوق أصبحت في يد أمينة، أما خوفي فقد كان ولا يزال عليه من أن تنجح العلل في جرجرة مروان إليها وتلويثه، وهو ما لا نتمنّاه له.
حتى هذه اللحظة، أسأل الله أن يوفقه في تجاوز مطبات الإدارة السابقة التي نجحت ماليًا ولكنها أخفقت في أمور كثيرة حتى صارت مصدر قلق للناس بل والسلطة المحلية. ويمثل الوضع الفالت في البلاد أحد أسباب سقوط الإدارة السابقة بسبب المزاجية والشطح والفساد.
تابعت الأيام الماضية المدير الجديد، الأخ مروان باقس، وهو يقوم بعدد من الفعاليات المستهدفة لتنظيف زنجبار، وهو العمل الذي يقوم به أي مدير آتٍ إلى هذه الإدارة الغنية بالموارد المالية. وأتوقع أن يبادر خلال الأيام المقبلة بعمل شيء في كورنيش الشهيد سالمين في زنجبار، وكذا تنظيف ساحة الشهداء في العاصمة. كل تلك الأشياء طبيعية وممكن أن يعملها مروان أو غيره، ولكن هناك ما هو أهم وأتمناه من الأخ المدير العام، أهمها وضع خطة عمل عامة على مستوى المحافظة والتركيز على نظافة وتحسين المدن بالتنسيق مع مدراء عموم المديريات وبصورة دورية، ليس في المناسبات أو وقت وقوع الكوارث البيئية والصحية. توزيع براميل لرمي القمامة في المدن الرئيسية واعتماد عمال للقيام بدورهم، وإنارة تلك المدن باعتبار أن أبين ليست فقط زنجبار.
وللعودة إلى زنجبار، نوصيه بوضع خطة تطويرية لكل من ساحة الشهداء وكورنيش سالمين للنهوض بهما وتوفير احتياجاتهما، حتى لو استدعى ذلك الدعوة إلى استثمارهما من أجل المصلحة العامة. فأعتقد أن ثمان سنوات ليست قليلة، وكانت كافية لجعل هذين المتنفسين أكثر جمالًا وأهمية مما هما عليه الآن.
أخيرًا، أوصي الشاب مروان باقس باتخاذ كافة وسائل السلامة والحيطة والحذر، خاصة وأنه الآن فوق كرسي من ذهب وحوله سيجتمع الفاسد والصالح. وأنا على ثقة أن الأخ المحافظ سيكون ساعده وسنده حتى يقوى عود مروان ليتجاوز كل مطبات الماضي وتحديات الحاضر ومعوقات المستقبل. سر، يا مروان، وعلى بركة الله توكل، ولك من كل المخلصين دوام التوفيق والسداد