جاء المشروع المصري فيما يخص إعمار غزة باهتا ركيكا لا يبعد كثيرا عن الأحلام التي تذاعب ترامب في قصقصة قوة الفلسطينيين وعزلهم وجعلهم في معزل غير تغيير في عناصر القصة المحتملة الوقوع إذ أن ترامب رسم مكان قصته الفرضية صحراء سيناء في رفح المصرية ليعيش فيها الغزاويين في مخيم كبير خارج الوطن تحت الرعاية المصرية برعاية المظلة الدولية لامريكا وبريطانيا التي كانت ولازالت تخطط المصائد للفلسطينيين من أجل سلبهم وطنهم منذ وعدها الأول لليهود بتوطينهم فلسطين في اتفاقية بال السويسرية غير المعلنة في حينها وما تلاها من المؤامرات والمؤتمرات حتى كام ديفد وتخليها عن الوصاية التي كانت تمارسها على فلسطين في ظل الأنظمة الاستعمارية المندثرة وتسليمها السلاح لليهود وإقامة المستوطنات اليهودية والزحف نحو كل ممتلكات الفلسطينيين حتى المساس بالمقدسات وصولا إلى بيت المقدس.
جاء مشروع مصر لا يحمل جديد ولا يبعد بعيد عن تلك المشاريع التي تهدف إلى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم بتحديد مساحة ضيقة من الأرض الغزاوية حولها السياج الخرسانية و الفولاذية لتكون بمثابة سجن كبير لأهل غزة ليس لهم من أمرهم شيء لانهم سيجردون وفق المشروع من أسلحتهم ويتم فض كل مكونات الجيش و تذويب كل مصادر القوة لحماس وكل القوى الثورية وبقاء الغزاويين دون سلاح حتى الحماية البريطانية والأمريكية حماية الذئب للغنم.
وحمل مشروع مصر تحييد كل القيادات ذات الخبرة في طريق النضال بعيدا عن المشهد واختيار شخصيات جديدة ربما غير ذات خبرة في ممارسة العمل الثوري لتهميش الحقوق الفلسطينية وضياع ملفات تاريخ طويل من النضال لشعب فلسطين.
لاشك أن المشروع يهدف لسلخ غزة عن باقي أراضي فلسطين في القدس وباقي مدن فلسطين والغاية شق الفلسطينيين وتمييع مطالبهم المشروعة.
فهكذا سيكون أهل غزة في حوش السياج المسمى وطن افتراضا ليس لهم حق إدارة شؤونهم المدنية إلا تحت المظلة الدولية بقيادة امريكا وبريطانيا والعصا المصرية والأردنية التي يحركها الخارج حتى إدارة الأمن والشرط تكون تحت تلك الرعاية الجائرة في حين إن المحتل الصهيوني يتمتع بكامل حقوقها غير الشرعية ويمارس عنجهيته المعهودة ضد أبناء الأرض في ظل السكوت والصمت الدولي والاقليمي الذي يحاول تمرير جديد لصور العدوان وسلب الحقوق.
عصام مريسي