مساء الخميس، زار القائد عيدروس الزبيدي العاصمة زنجبار، والتقى بالقيادات والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة في قاعة روز. كانت زيارته مفاجئة.
القائد عيدروس علق في حديثه أنها زيارة وأمسية رمضانية في آن واحد...
وقد رافقه عدد من الوزراء، منهم وزير الكهرباء، ووزير التخطيط، ووزير الزراعة والثروة السمكية، ووزير الخدمة المدنية. وقيل إن هناك وزراء آخرين اعتذروا...
وقال في كلمته: "نحن جئنا لتلمس حاجات أبين، وجئنا لنعيش همومكم ونعيش معكم نفس المأساة التي تعيشونها..."
وقال للحضور: "سيكون الحوار والنقاش مفتوحين، وأنا معكم حتى السحور..."
ولكن بسبب عدم الترتيب الذي حصل من قبل المسؤولين على الأمسية، لم تتم إتاحة الفرصة للناس للحديث والاستماع لهمومهم ومعاناتهم...
حيث كان الناس يريدون التعقيب على وزير الكهرباء بسبب فساد وزارته وعدم محاسبة الفاسدين.
فوزارة الكهرباء تتعذر بالمازوت (الوقود) وأنها لا طاقة لها بشراء المازوت. ونوجه التساؤل للأخوة في وزارة الكهرباء: لماذا لا تغذون كهرباء الجنوب من شبوة أو حضرموت، سواء كان بالربط المباشر أو بوقود المحافظتين بدل الشراء؟
ونقول للوزير: لماذا لا تستخدم الطاقة البديلة، سواء كانت طاقة شمسية أو رياح، بدل الدفع للطاقة المستأجرة التي أهلكت الدولة وزادت المعاناة؟
أما وزير التخطيط، فجعل تركيزه على القروض الربوية التي فوائدها قاتلة، أشد من تلك الحفر التي تنتشر في الطرقات الحيوية والدولية...
ولا توجد طرق للسلامة قد أنجزت، وإن تخطيط القروض سيقود إلى الهاوية أو شفا جرف هار...
أما حديث وزير الزراعة والثروة السمكية، فقد كان جعجعة لا نرى طحينها، كما صرح بذلك أحد قيادات الانتقالي بالمديرية. فلم يفعل أي شيء ملموس لزنجبار، فضلاً عن مديرياتها. فالسيول تذهب إلى البحر، والفواكه والخضروات والأسماك يتم تصديرها، والشعب يموت...
ولم يسمح للناس بالتعقيب عليهم، وأُخرست أصواتهم وهم يتذمرون...
فالأسمــاك والخضار والفواكه تذهب بالتصدير إلى دول الجوار عمان والسعودية، بينما الناس لم يجدوا ما يأكلونه. أليس هذا حصارًا خانقًا؟!
ومن إحدى الأسباب التي منعت الناس من التعقيب هي مشكلة المايك (الميكروفون) وعدم تسجيل الراغبين بالتحدث...
لإيصال رسالتهم للأخ القائد عيدروس في ظل معاناة ظلت حبيسة الصدور...
فلو كان هناك الميكروفون اللاسلكي، لكانت الناس قد أوصلت رسالتها. هذه يتحملها الذين كانوا حجرة عثرة في فشل الحوار والنقاش في الأمسية الرمضانية...
وقبل الختام، نقول: يا عيدروس، إن ذكر الأرقام لحصد أكبر قدر من الأموال تحت اسم مشاريع منجزة أو متعثرة، بينما خيرات المحافظة ومواردها هائلة، فهل تعلم ذلك أم لا؟ فإن كنت تعلم، فهذه مصيبة، وإن لم تكن تعلم، فالمصيبة أعظم...
وأخيرًا، نشكر القائد عيدروس الزبيدي على زيارته للعاصمة زنجبار، وعلى الشفافية وكشف الأوراق التي لم تكن الناس تعلمها إلا من خلال الحديث الذي دار بين المحافظ والوزراء عن معاناة المحافظة. كما نشيد بجهود القادة حيدرة السيد وأبو مشعل لتعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة...